نورالدين الطويليع ـ يوسف الإدريسي
تحولت وقفة تضامنية مع غزة نظمتها تنسيقية هيآت المجتمع المدني باليوسفية مساء أمس الثلاثاء أمام مقر العمالة إلى حلبة صراع كلامي ومناوشات لفظية بين ممثلي بعض التنظيمات اليسارية وممثل جماعة العدل والإحسان، ففي الوقت الذي انصبت فيه تدخلات فاعلين يساريين على انتقاد بعض رموز التيار الإسلامي فيما يخص موقفهم من النظام السوري الذي اعتبروه صاحب الفضل الأول في تطوير قدرات المقاومة الفلسطينية، جنح الطرف الآخر إلى توجيه النقد إلى التيارات العلمانية التي اتهمها بخيانة القضية الفلسطينية، محملا إياها مسؤولية ما آل إليه وضع فلسطين الآن.
ولم تخل الوقفة التضامنية من بعض الأصوات التي دعت إلى الترفع عن الحسابات الشخصية والإيديولوجية، والنظر إلى الفعل الفلسطيني المقاوم في شموليته، دون خندقته في هذا الاتجاه أو ذاك.
من جانبه عبر أحد متتبعي الشأن المحلي عن أسفه الشديد لما وقع، واستغرب كيف انزلق الفرقاء إلى حافة الخلاف والهمز واللمز وهم الذين اجتمعوا وكونوا تنسيقية محلية بمحض إرادتهم، وتابع ذات المتحدث كلامه قائلا:" إذا لم يقدر هؤلاء الفرقاء على أن يكونوا في مستوى الحدث، فقد كان أولى بهم أن يلتزموا الصمت، وألا يخرجوا إلى الساكنة بهذه الصورة، احتراما للدم وللإنسان الفلسطيني الذي لا تفرق آلة القمع الصهيونية الهمجية بين فصائله، وتتعامل بمنطق أنت فلسطيني، فأنت إرهابي مطلوب للقتل والتشريد والتجويع.
تبقى الإشارة إلى أن هذه الوقفة جاءت بدعوة من هيآت سياسية وجمعوية ونقابية شكلت تنسيقية محلية لتتبع بعض الملفات الحقوقية والإنسانية بالمدينة، وينتظر أن يلقي ما حصل في هذه الوقفة بظلاله السلبية على مستقبلها.