تحول من محتج إلى مجرم خطير.. هذه آخر تطورات قضية "بوعبيد" الذي اعتصم على سطح خزان مائي ببني ملال

شهد دوار أولاد يوسف التابع لإقليم بني ملال، صباح اليوم السبت، تطورا خطيرا في قضية الشخص الأربعيني المعروف بلقب "بوعبيد"، والذي دخل في اعتصام غير مسبوق فوق خزان مائي منذ أزيد من أسبوع، احتجاجا على ظروف وفاة والده، وفق روايات مقربين منه، إذ عرف الاعتصام الذي استنفر مختلف الأجهزة الأمنية، تصعيدا غير متوقع بعدما تحول المعني بالأمر من حالة احتجاج فردي إلى مصدر تهديد حقيقي لعناصر الإنقاذ.

وسبق لبوعبيد أن اعتدى بشكل عنيف على عنصر من الوقاية المدنية خلال محاولة سابقة لثنيه عن مواصلة الاعتصام، وهو الاعتداء الذي أسفر عن سقوط الضحية من أعلى الخزان بعد احتجازه لساعات، مما تسبب له في كسور خطيرة تطلبت نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال.

وفي الساعات الأولى من صباح اليوم، تدخلت فرقة خاصة تابعة للدرك الملكي مكلفة بإنهاء الوضع، وسط محيط مؤمن بشكل كامل من طرف العناصر الأمنية والسلطات المحلية والوقاية المدنية، غير أن المعتصم واجه العناصر الأمنية بعنف مستعملا عصا كانت بحوزته، وهي نفسها التي استخدمت في واقعة الاعتداء السابقة، في محاولة لمنعهم من الاقتراب منه.

وكان المعني بالأمر قد لف حبلا حول عنقه وثبته في أعلى الخزان، قبل بداية التدخل، ما اعتبر إشارة إلى نيته الانتحار في حال التدخل بالقوة، حيث وخلال المواجهة، سقط بشكل مفاجئ من السطح، وبقي معلقا لثوان بالحبل، قبل أن تتدخل الفرقة بسرعة وتقطعه ليسقط على البساط الآمن في مشهد صادم أمام أنظار السلطات والمواطنين الذين تابعوا الواقعة عن قرب.

وتم نقل بوعبيد في حالة حرجة جدا إلى المستعجلات بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، وسط حالة من الصدمة والتوتر، في انتظار تأكيد مصيره، كما باشرت عناصر الدرك الملكي في الأثناء، تحقيقا رسميا في ملابسات الحادث، خصوصا ما يتعلق بالاعتداء على موظف عمومي، ومحاولة منع القوة العمومية من أداء مهامها، وتعريض سلامة عناصر الإنقاذ للخطر.

وفقًا للمعطيات المتوفرة من مصادر محلية، فإن "بوعبيد" اعتلى الخزان المائي بدوار أولاد يوسف احتجاجا على ما وصفه بالغموض الذي يلف وفاة والده الجندي المتقاعد، مطالبا بكشف الحقيقة ومرجحا وجود تقصير أو تواطؤ في ظروف الوفاة، حيث اعتصم المعني بالأمر لمدة قاربت 18 يوما، عبر خلالها عن شعوره بالظلم والإهمال، قبل أن تتطور حالته من احتجاج سلمي إلى سلوك عدواني في الأيام الأخيرة، كما أشارت بعض المصادر إلى احتمال معاناته من اضطرابات نفسية ساهمت في تعقيد الوضع.