رغم الازدحام والغلاء.. لماذا يفضل المغاربة قضاء عطلتهم الصيفية بمارتيل والمضيق؟

رغم كل الانتقادات التي تتكرر مع حلول موسم الاصطياف، تواصل مدينتا مارتيل والمضيق جذب آلاف المغاربة الباحثين عن نسمة بحر هادئة وملاذ من لهيب المدن الداخلية. لكن خلف المشهد الساحر للسواحل الزرقاء والمقاهي المزدحمة، تختبئ أسئلة مثيرة للجدل حول غلاء الأسعار، الفوضى التنظيمية، والاكتظاظ الخانق الذي يحول أحياناً العطلة المنتظرة إلى معاناة يومية.

أول ما يثير الجدل هو الارتفاع الصاروخي لأسعار الإيجارات والخدمات، حيث يستغل بعض الملاك والمهنيين الإقبال الكبير لفرض أثمان مبالغ فيها، وسط غياب آليات مراقبة حقيقية تردع المضاربات، يضاف إلى ذلك مشكل النقل والازدحام المروري، إذ تتحول الطرق المؤدية إلى الشواطئ إلى طوابير سيارات لساعات طويلة، ما يثير غضب السائقين ويبدد متعة السفر.

كما يشتكي المصطافون من انتشار السماسرة واحتلال الملك العمومي، وكثرة الباعة المتجولين والمتسولين، هذه الممارسات، التي تتكرر سنوياً، تطرح علامات استفهام حول دور السلطات في فرض النظام وحماية حق المواطنين في الولوج المجاني إلى البحر.

ومع ذلك، يبقى سحر مارتيل والمضيق أقوى من كل هذه المنغصات، إذ يصر كثيرون على العودة كل صيف، مدفوعين بذكريات عائلية وأجواء اجتماعية لا مثيل لها، وكأن الارتباط العاطفي بالمدينة يجعلهم يتغاضون عن مشاكلها المزمنة، التي باتت تحتاج إلى حلول جذرية قبل أن تتحول الجنة الصيفية إلى فوضى دائمة.