أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
عادت بعض المقاهي بعدد من المدن المغربية لتثير موجة استياء واسعة في صفوف الزبناء، تزامنا مع مباريات المنتخب الوطني، بعدما لجأت إلى فرض شروط جديدة لمتابعة لقاءات أسود الأطلس، تتمثل في إلزام الزبون بطلب مأكولات ترافق المشروب، أو أداء مبالغ محددة تفوق التسعيرة العادية، في ممارسات اعتبرها كثيرون استغلالا واضحا لحماس الجماهير الوطنية.
واشتكى مواطنون من اعتماد بعض المقاهي لما بات يعرف بـ"الباكات" الإجبارية، حيث لا يسمح للزبون بالجلوس أو مشاهدة المباراة إلا بعد طلب وجبة أو أكثر، أو أداء مبلغ موحد، بغض النظر عن مدة الجلوس أو حجم الاستهلاك، وهو ما جعل كلفة متابعة مباراة واحدة تتجاوز أحيانا القدرة الشرائية لشرائح واسعة، خاصة فئة الشباب والطلبة.
ويرى متابعون أن هذه السلوكات تتكرر مع كل استحقاق كروي مهم يخوضه المنتخب الوطني، مستغلة الإقبال الكبير على المقاهي، في ظل محدودية البدائل المتاحة، خصوصا بالنسبة للأسر التي لا تتوفر على اشتراكات رياضية أو تجهيزات لمتابعة المباريات داخل المنازل، ما يحول لحظة الفرح الجماعي إلى عبء مادي غير مبرر.
وفي مقابل ذلك، دافع بعض أرباب المقاهي عن هذه الإجراءات، مبررين إياها بارتفاع تكاليف البث الفضائي بعد إقرار اشتراك خاص بهم، ومصاريف التشغيل، وكذا الضغط الكبير الذي تعرفه المحلات خلال المباريات، غير أن هذا التبرير لم يقنع شريحة واسعة من الزبناء، الذين اعتبروا أن فرض الطلب الإجباري يتنافى مع مبدأ حرية الاختيار، ويخالف القواعد التجارية والأخلاقية.
وتطرح هذه الظاهرة من جديد إشكالية غياب المراقبة الصارمة للتسعيرة وشروط الاستهلاك داخل الفضاءات العمومية، حيث يطالب مواطنون بتدخل الجهات المعنية لوضع حد لما وصفوه بـ"الفوضى الموسمية"، وضمان حق الزبون في الاستفادة من الخدمة دون ابتزاز أو شروط تعسفية.
ويبقى الأمل معقودا على وعي مهني حقيقي لدى أصحاب المقاهي، يوازن بين تحقيق الربح واحترام الزبون، حتى لا تتحول مباريات أسود الأطلس، التي توحد المغاربة وتبعث فيهم الفخر، إلى مناسبة لتأجيج الغضب والإحساس بالاستغلال، بدل أن تكون لحظة فرح جماعي كما اعتاد عليها الجميع.
