أخبارنا المغربية- حنان سلامة
عاشت الطريق السيار الرابطة بين الدار البيضاء والرباط، مساء اليوم، على وقع ازدحام مروري خانق، تزامناً مع التدفق الكبير للجماهير نحو العاصمة الرباط، التي تحتضن مباراة المنتخب الوطني أمام منتخب مالي، ضمن الجولة الثانية من منافسات كأس إفريقيا للأمم، في مشهد خلف موجة غضب واستياء وسط مستعملي الطريق، خلصة وأنها ليست المرة الأولى التي يواجه فيها السائقون هذا الوضع.
وحسب شهادات عدد من السائقين، فإن هذا الشلل المروري لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة مباشرة لسياسة التدبير المعتمدة من طرف الشركة الوطنية للطرق السيارة، والتي اقتصرت على فتح عدد محدود من ممرات الأداء النقدي، مقابل تخصيص أغلب الممرات لخدمة “جواز”، دون الأخذ بعين الاعتبار أن شريحة واسعة من مستعملي الطريق لا تتوفر على هذه الخدمة.
وأكد متضررون أن هذا الاختلال خلق طوابير طويلة من السيارات، وأدى إلى تأخيرات كبيرة، خاصة في فترة تعرف ضغطاً استثنائياً بسبب توافد الجماهير لمتابعة مباريات “الكان”، ما حول رحلة قصيرة بين المدينتين إلى معاناة حقيقية للسائقين والركاب.
واعتبر مستعملو الطريق أن هذا التدبير يفتقر إلى الحد الأدنى من المرونة والتخطيط الاستباقي، ولا يواكب حجم الحدث القاري الذي يحتضنه المغرب، مطالبين بتدخل عاجل لفتح مزيد من ممرات الأداء النقدي، وتعزيز الموارد البشرية، تفادياً لتكرار هذه المشاهد التي تسيء لصورة البنية التحتية الطرقية الوطنية في لحظة يفترض أن تكون واجهة مشرفة للبلاد.
ويعيد هذا الوضع إلى الواجهة النقاش حول مدى جاهزية تدبير الطرق السيارة خلال التظاهرات الكبرى، وحول الحاجة إلى حلول عملية تضمن انسيابية السير واحترام زمن تنقل المواطنين، خاصة في مناسبات استثنائية من حجم كأس إفريقيا للأمم.
