رشاد فتال.. "المحارب المغربي" الذي أدهش ريال مدريد في أول ظهور

في ظرف عام واحد فقط، غيّر ريال مدريد وجه خطه الهجومي بالكامل، ليضم إلى ترسانته أسماء شابة بطموحات كبرى، وعلى رأسها كيليان مبابي كـ"جنرال هجومي"، والموهوب البرازيلي إندريك، لكن المفاجأة الأخيرة كانت بظهور اسم جديد خطف الأضواء بسرعة: رشاد فتال، المهاجم الإسباني من أصول مغربية، الذي أبان عن موهبة فريدة في أول مباراة له مع فريق كاستيا وسجّل هدفين في 15 دقيقة فقط.

رشاد، الملقب بـ"المحارب"، يمثل النموذج المثالي للاعب الذي يراهن عليه المدرب ألفارو أربيلوا في معاركه الكروية، لاعب يملك الروح القتالية والفعالية أمام المرمى، ولا يعرف التراجع أو الاستسلام. 

بدأ مشواره كلاعب وسط هجومي، قبل أن يكشف المدرب ألبرتو لاسارتي –الذي اكتشفه حين كان في سن 15– عن إمكانياته الكبيرة في مركز المهاجم الصريح.

منذ بداياته في ألميريا، أظهر فتال شخصية فريدة، فحين تعرّض لنزيف في أحد الاختبارات وطلب منه الخروج، رفض بعناد، ما دفع المدرب إلى القول: "هذا لاعب لا يخاف شيئًا، ويجب التعاقد معه فورًا"، ومنذ تلك اللحظة، بدأ رشاد مسارًا تصاعديًا، إذ أنهى موسمًا في فئة الشباب برصيد 29 هدفًا، وكان دائمًا ما يسجل في اللحظات الحاسمة، مثلما فعل في نهائي كأس الشباب ضد ريال مدريد.

يُعرف رشاد بسرعته الكبيرة وقوته البدنية، وهو لاعب يفضّل المساحات واللعب في التحولات، حيث يبرز بأفضل نسخة له، قد لا يكون الأفضل في اللعب الجماعي أو البناء الهجومي المعقد، لكنه يعرف طريق المرمى جيدًا ويملك "غريزة الهداف".

رشاد خاض أولى دقائقه في "الليغا" مع الفريق الأول لألميريا أمام ريال بيتيس سنة 2023، قبل أن ينتقل إلى ريال مدريد مقابل 900 ألف يورو، ليصبح رسميًا أحد الأسماء الواعدة في مشروع النادي الملكي المستقبلي.

بعيدًا عن الميدان، يوصف رشاد بالشخص المتواضع والمجتهد، لا يحب الاستعراض، ويعيش في محيط عائلي بسيط. يؤكد دائمًا أن والده هو مصدر توازنه ودافعه للاستمرار: "علّمني أن أبقى متواضعًا، وأعرف أن أمامي الكثير لأتعلمه قبل أن أصبح اللاعب الذي أحلم به".