عندما يتفنن "حفيظ دراجي" في بيع الوهم للجزائريين

بقلم : الصادق بنعلال

ما من شك في أن المنتخب الجزائري لكرة القدم يعد من بين أهم المنتخبات في إفريقيا إلى جانب أخرى لا تقل مكانة وقيمة قاريا ودوليا، من قبيل المنتخب النيجيري الإيفواري والمغربي والمصري والتونسي.. وقد أبانت منافسات كأس الأمم الإفريقية التي تجري أطوارها في الكاميرون أنه لم تعد هناك مجموعة كروية أحسن أو أقل من أخرى، بل إن المتتبع لمجريات لقاءات دور المجموعات، يخرج بنتيجة بالغة الوضوح مفادها أن كل من يعبر إلى مرحلة ثمن نهائي هذه البطولة الهامة له كامل الحظوظ كي يحرز اللقب الغالي.

غير أن الواصف الرياضي الجزائري المثير للجدل السيد حفيظ دراجي يأبى إلا أن يواجه الواقع والمنطق والتعاطي العقلاني مع هذا الموضوع، لقد مال ميلا عاطفيا وجدانيا، وهو يتحدث عن "قوة" المنتخب الجزائري، سواء عبر تدويناته السابحة في دنيا الخيال، أو عبر "مقالات" صحفية غير متوازنة بالمرة، محاولا رفع "معنويات" اللاعبين والدفاع عن "تطلعات" الجماهير الجزائرية العريضة.

لم يقتصر السيد حفيظ دراجي على مسلك بيع الوهم لأنصار" محاربي الصحراء" فقط، بل إنه تمادى في سياسة التبرير والتسويغ و "البرهنة" على "القوة الضاربة"للمنتخب الجزائري، الذي لم يقل "كلمته" الأخيرة بسبب ( كذا) العياء ورداءة أرضية الملعب وضعف مستوى التحكيم وعوامل أخرى "مريبة" ! لا بل إنه مقتنع تمام الاقتناع بأن فوز المنتخب الجزائري اليوم، لو فاز على ساحل العاج، لن يوقفه أحد بعد ذلك! لأنه بطل إفريقيا والعرب ومرشح ليكون ضمن المنتخبات التي ستشارك في كأس العالم !! لقد دفع الحماس المجنون بالسيد حفيظ إلى أن يعلن أنه بدون الجزائر لا قيمة لكأس إفريقيا للأمم! إنه الغرور بكل معنى هذه الكلمة، إنه الاستعلاء واحتقار المنافسين إلى درجة التعصب والتشدد والعنصرية!

والواقع الذي لا يرتفع هو أن المنتخب الجزائري تراجع أداؤه الفني والبدني عما كان عليه الأمر قبل ثلاث سنوات، بسبب عوامل كثيرة أقلها تقدم سن جل اللاعبين "الأساسيين" وعدم مشاركتهم  المنتظمة مع نواديهم الأجنبية، و عجزهم عن تحمل الإيقاع البدني للحوارات الكروية عالية الاندفاع والتركيز والقوة. ونحن إذ نتمنى للمنتخب الجزائري ولباقي المنتخبات العربية كل التألق والنجاح، ننصح في الآن عينه السيد دراجي بالتسلح بقيم العقل والموضوعية والواقعية ، وتجنب نزعات التهييج والعاطفة "الجياشة" والمشاعر المتدفقة بالأحلام والأوهام، التي قد تصيب الجماهير بصدمة بالغة الألم في حالة حصول نتيجة غير مرضية !!