أخبارنا المغربية - وكالات
أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” مشروعاً غير مسبوق يهدف إلى إرسال رواد فضاء إلى القطب الجنوبي للقمر خلال السنوات القليلة المقبلة، ما استدعى التخطيط لتوفير بنية تحتية تكنولوجية تسمح بالتواصل في واحدة من أصعب البيئات الفضائية. ومن أبرز الخطوات في هذا الإطار، التعاون مع شركة “نوكيا” لتأسيس أول شبكة 4G على سطح القمر.
وتسعى “نوكيا”، بالتعاون مع شركتي “سبيس إكس” و”إنتويتيف ماشينز”، إلى تزويد القمر بمحطة بث ومركبة هبوط وعربة جوالة تعمل بالطاقة الشمسية. وقد تم تصميم هذه المعدات لتتحمل الظروف البيئية القاسية، مثل الغبار القمري والحرارة المنخفضة، إضافة إلى اعتمادها الكامل على الطاقة الشمسية، ما يستوجب كفاءة عالية في استهلاك الطاقة.
ومن المتوقع أن تُستخدم هذه الشبكة من قبل رواد الفضاء خلال مهمات "أرتميس"، ليس فقط لتسهيل الاتصال في ما بينهم، بل أيضاً لبث صور ومقاطع فيديو عالية الجودة إلى الأرض. وتُشير التقديرات إلى أن سرعة نقل البيانات قد تصل إلى 500 ميغابت في الثانية، ما يمكّن من إرسال فيديوهات بدقة 4K في الوقت شبه الحقيقي، أي بجودة تتفوق بعشر مرات على ما تحقق خلال رحلات “أبولو”.
ويبرز القطب الجنوبي للقمر كمنطقة محورية في خطط “ناسا”، إذ يرجح العلماء وجود كميات كبيرة من الجليد تحت سطحه، ما قد يُستخدم مستقبلاً في توليد المياه والأكسجين وحتى الوقود. إلا أن التضاريس الوعرة والفوهات العميقة تجعل من تأسيس شبكة اتصالات مستقرة تحدياً حقيقياً، خاصة في ظل غياب البنية التحتية المعتادة.
ورغم هذه الصعوبات، يرى الخبراء أن النجاح في هذا المشروع سيمهد الطريق لإنشاء قاعدة مأهولة على سطح القمر، ويشكّل خطوة أساسية نحو استكشاف الكواكب الأبعد. وبينما تسير “ناسا” في تنفيذ جدولها الزمني، يبدو أن الإنترنت على القمر لم يعد فكرة خيالية، بل واقعاً يوشك أن يتحقق.
