أخبارنا المغربية - وكالات
دخل الذكاء الاصطناعي خلال عام 2025 مرحلة جديدة تجاوز فيها حدود المختبرات والتجارب المحدودة، ليصبح جزءاً فعلياً من ساحات القتال والحروب السيبرانية، سواء بيد الجيوش النظامية أو شبكات القرصنة الإلكترونية، في تحول وُصف بأنه أحد أخطر التحولات العسكرية في العصر الحديث.
وجاء هذا التطور بعد أقل من ثلاث سنوات على ظهور أول نموذج حواري ذكي واسع الانتشار، حيث انتقلت التقنية سريعاً من أداة ترفيه واستخدامات مدنية إلى عنصر أساسي في التخطيط العسكري، وجمع المعلومات الاستخباراتية، وإدارة المعارك، من أوكرانيا وصولاً إلى الفضاء السيبراني العالمي.
وفي هذا السياق، أطلقت الولايات المتحدة مطلع العام مبادرة ضخمة بقيمة 500 مليار دولار لإنشاء مراكز بيانات عملاقة، مع دمج الذكاء الاصطناعي بشكل رسمي داخل البنية التنظيمية لوزارة الدفاع. كما أتاحت واشنطن في نهاية العام وصول ملايين الموظفين العسكريين والمدنيين إلى نماذج لغوية متقدمة، في إشارة واضحة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات جزءاً لا يتجزأ من المنظومة العسكرية الأمريكية.
بالتوازي مع ذلك، كشفت الحرب في أوكرانيا عن استخدام عملي متقدم للتقنية، حيث جرى دمج خوارزميات ذكية داخل الطائرات المسيّرة لتحسين دقة الاستهداف، إلى جانب تحليل بيانات واسعة النطاق في مراكز القيادة. هذه المقاربة المزدوجة رفعت من كفاءة العمليات العسكرية، وأصبحت نموذجاً يُدرس داخل جيوش كبرى لتسريع الاستجابة في الوقت الحقيقي.
وعلى صعيد الاستخبارات، بدأت مؤسسات أمريكية بإنتاج تقارير كاملة اعتماداً على الذكاء الاصطناعي دون تدخل بشري مباشر في مراحل محددة، ما ساهم في تسريع القرار العسكري وتقليل الضغط على الكوادر، مع الحفاظ على آليات تمييز واضحة بين ما ينتجه الإنسان وما تنتجه الخوارزميات.
وفي المقابل، لم يقتصر الاستخدام العسكري للذكاء الاصطناعي على الدول، إذ أظهرت وقائع أمنية في نهاية العام كيف تمكن قراصنة مدعومون من دول كبرى من تحويل أدوات ذكاء اصطناعي تجارية إلى أسلحة سيبرانية فعالة، نفذت الجزء الأكبر من عمليات الاختراق ذاتياً، ما أثار مخاوف واسعة من سهولة تسليح هذه التقنيات خارج الأطر الرسمية.
وبينما أثبتت التجارب أن الذكاء الاصطناعي قادر على إعداد خطط عسكرية بسرعة غير مسبوقة، فإنها كشفت أيضاً عن تحديات تتعلق بالدقة والموثوقية، خصوصاً في البيئات المعقدة. ومع ذلك، يبدو أن عام 2025 رسّخ واقعاً جديداً، باتت فيه الخوارزميات لاعباً أساسياً في معادلات القوة، ما يفتح الباب أمام مرحلة غير مسبوقة من الحروب الذكية، بفرصها ومخاطرها في آن واحد.
