خُـبراء: مُنفذو الهُجوم على "شارلي إيبدو" أصحاب رباطة جأش وحرفية عالية
أخبارنا المغربية - عبد الرحيم القــاسمي
في شريط فيديو تمّ تصويرُه في الجادة التي تبعُد عشرات الأمتار عن مكاتب أسبوعية "شارلي إيبدو" الفرنسية، يظهرُ رجُلان مُسلحان ببنادق آلية يخرُجان من سيارة ويُرديان شُرطياً عن قُـرب برصاصة في الرأس قبل أن يلوذا بالفرار.
مُحللون وخُبراء أوقفهم الشريط، الذي صوَّرهُ أحد الهُواة ، وخلصوا بعد مُشاهدته إلى مجموعة من الإستنتاجات، أولها أن الهجوم يعكس نقلة نوعية في العمليات الإرهابية التي كانت في السابق تستهدف أماكن عامة مثل ما حدث في مدريد (2004) ولندن (2005)، أما الهجوم الجديد فقد تم اختار هدفه بدقة يقولون.
ثاني استنتاج وقف عنده هؤلاء مُرتبط بالمهنية العالية لمنفذي الهجوم، فحرفيتهم (يُضيفون) ظاهرة من طريقة إمساكهم بالأسلحة، فهم يمسكون برشاشات الكلاشنكوف ملتصقة بأجسادهم، ويطلقون الرصاص طلقة طلقة مُتجنبين الرشقات. من المؤكد أنهم تلقوا تدريبا عسكرياً، هؤلاء ليسوا أشخاصاً عاديين خطر ببالهم فجأة القيام بعمل من هذا النوع.
أما الإستنتاجُ الثالثُ والمُلفت للنظر،ألا وهو رباطة جأشهم ،والدليل على تصرفهم بدم بارد أنهم أخطئوا في البداية العُنوان وتوقفت سيارتهم أمام الرقم 6 في الشارع، في حين أن مقر الصحيفة يقع في الرقم 10 فلم يرتبكوا، ولم يُطلقوا النار بل توجهوا بهُدوء إلى مكاتب الصحيفة في الرقم 10.
هذا وقد لفت المحللون والخبراء ،لوسائل إعلام غربية وعربية، إلى أن تنظيم "داعش" المُتشدد الذي يضُم بين صفوفه مئات الأوروبيين يبدو أنه بدأ بنقل المعركة خارج الشرق الأوسط، وأنه نفذ تهديدات سابقة باستهداف أوروبا، مشيرين إلى الطابع الدموي للعملية باعتبارها امتدادا لمقولة "إدارة التوحش" التي يرفعها التنظيم.
ويتخوف الفرنسيون من اعتداءات أخرى قد تستفيد من تركيز قُوات الأمن على اعتداء باريس، فقد قال "روكو كونتنتو" مسؤول نقابة الشرطة، "يوجد احتمال لهجمات أخرى ويجري تأمين مواقع أخرى". أما "شارل باسكوا" وزير الداخلية الفرنسي السابق، فقد قال في حديثه لليومية الفرنسية "لوفيغارو"، "إننا نعرف أن هُناك عناصر مُتطرفة أخرى".
وقد أعلنت الحكومة رفع درجة التأهب في البلاد إلى أعلى مستوياتها وعززت إجراءات الأمن في مراكز النقل والمواقع الدينية والمكاتب الإعلامية والمتاجر الكبيرة مع استمرار البحث عن المهاجمين.
عدد التعليقات (6 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟