أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي
في مشهد مأساوي اهتز له الرأي العام العالمي، لقي مسؤول تنفيذي بارز في شركة "سيمنس" مصرعه رفقة زوجته وأطفاله الثلاثة، إلى جانب الطيار، إثر تحطم مروحية سياحية في نهر هدسون بمدينة نيويورك الأمريكية، يوم أمس الخميس، حيث تحولت الرحلة التي كان من المفترض أن تكون لحظة فرح واكتشاف لمعالم المدينة، إلى كارثة جوية أليمة، أودت بحياة أسرة بأكملها.
وكان أوجستين إسكوبار، الذي يشغل منصبا رفيعا في شركة سيمنس العالمية، على متن الطائرة رفقة زوجته ميرسي كامبروبي مونتال وأطفالهما الثلاثة، حينما أقلعت المروحية من مهبطها في وسط المدينة قرابة الساعة الثالثة بعد الزوال، غير أن الرحلة التي كانت مبرمجة لتدوم أقل من عشرين دقيقة، وتتخذ مسارا يمر من فوق أفق مانهاتن إلى تمثال الحرية، لم يكتب لها الوصول، بعدما انقلبت فجأة وسقطت في مياه نهر هدسون.
ويوثق مقطع الفيديو الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي، للحظة مأساوية، تظهر فيها المروحية مقلوبة ومغمورة بالماء، بينما تتسارع قوارب الإنقاذ للبحث عن ناجين، حيث أكد عناصر الإطفاء والإغاثة الذين هرعوا إلى المكان أن الحادث وقع على مقربة من شارع "هيوستن" ونفق "هولاند"، مشيرين إلى أن عملية الإنقاذ ووجهت بتحديات كبيرة بسبب سرعة التيارات وقرب الموقع من رصيف صيانة مزدحم.
وأكدت السلطات المحلية، بقيادة رئيس بلدية المدينة إريك آدامز، في بيان مقتضب أن الجثث انتشلت بعد وقت وجيز من الحادث، فيما أعلن المجلس الوطني لسلامة النقل فتح تحقيق شامل للوقوف على أسباب الكارثة، حيث وفي الوقت الذي لم يكشف فيه بعد عن سجل الطيار أو ظروف الطيران التقنية، يطرح الحادث تساؤلات كثيرة حول معايير السلامة المتبعة في الرحلات الجوية السياحية بنيويورك.
وتناولت الأوساط الإعلامية الأمريكية الحادث بكثير من الحسرة، خاصة بعد نشر صور للأسرة الضحية قبل الإقلاع بدقائق، حيث ظهرت الابتسامة العريضة على وجوههم، غير مدركين أن اللحظات القادمة ستكون الأخيرة في حياتهم، ورغم أن التحقيقات لا تزال في بدايتها، إلا أن وقع الحادث أعاد إلى الأذهان ذكريات أليمة عن كوارث مشابهة، شهدتها الأجواء الأمريكية خلال السنوات الماضية، مما يدفع إلى ضرورة إعادة النظر في ضوابط السلامة الجوية في هذا القطاع.
وتشير معطيات أولية إلى أن المروحية كانت جزءا من خدمات سياحية تقدمها شركة خاصة، وغالبا ما تحظى هذه الرحلات بإقبال واسع من الزوار الراغبين في استكشاف المدينة من السماء، غير أن هذا الحادث، الذي أودى بحياة ستة أشخاص، قد يدفع السلطات إلى فرض قيود أكثر صرامة على مثل هذه الخدمات.
