أخبارنا المغربية - محمد اسليم
اعتبرت مجلة "ذا جيوبوليتيكس" المتخصصة في العلاقات الدولية أن الجزائر تمارس نفوذاً مباشراً على تونس، ووصفت هذه الأخيرة بـ"الولاية الفعلية" التي تحاول الجزائر استعمالها كورقة ضغط ضد المغرب ولمنع ترسيخ سلام مغاربي مستدام، مؤكدة أن تحرير تونس من هذا النفوذ ليس تفصيلاً ثانوياً، بل شرطاً أساسياً لتحقيق استقرار إقليمي طويل الأمد.
وأشار المصدر ذاته إلى أنه بعد ثورة الياسمين سنة 2011، كانت تونس تمثل نموذجاً ديمقراطياً قادراً على قيادة عملية إعادة ضبط المنطقة اقتصادياً وسياسياً، من خلال تعزيز الاستثمار، وتنويع القطاعات الاقتصادية، والانفتاح على الأسواق العالمية، غير أن هذا الزخم بدأ بالتلاشي بعد عقد من الزمن، مع تراجع الحريات السياسية وتصاعد الأزمة الاقتصادية، لتصبح تونس اليوم "في مفترق طرق خطير".
وأكد تقرير "ذا جيوبوليتيكس" أن التحول السلطوي للرئيس قيس سعيّد أعاد توجيه السياسة التونسية التقليدية، فجعل البلاد بعيدة عن حيادها التاريخي في القضايا الإقليمية، ما قوّض استقلالية تونس الاستراتيجية وحدّ من خياراتها الاقتصادية، وأضعف مسار السلام عبر الازدهار في المنطقة، في وقت تحتاج فيه شمال إفريقيا إلى مزيد من الانفتاح والتكامل الاقتصادي والسياسي. كما اعتبرت المجلة تونس الركيزة الثالثة للاستقرار الإقليمي، مشيرة إلى أن أي تعاون قائم على الانفتاح والإصلاح بين تونس والمغرب يمكن أن يشكّل أساس شراكة مغاربية جديدة، تعمل جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة ودول اتفاقيات أبراهام، لخلق "قوس تعاون" يربط بين الأمن، والتكنولوجيا، والاستثمار، ورأس المال.
ويشير التقرير إلى أن السلام يصبح أكثر قدرة على الاستدامة عندما يرتبط بالازدهار الاقتصادي، ومن هذا المنطلق، فإن وضع تونس على طريق جديد يعيد استقلالية مؤسساتها ويفتح الباب أمام الاستثمار الخارجي، سيتيح إدماج التحديث المغربي ضمن سلاسل التوريد الإقليمية، ويعزز الثقة في قدرة المنطقة على بناء شراكات اقتصادية متينة.
أما بالنسبة للنظام الجزائري، فترى المجلة أنه يسعى إلى إبقاء تونس ضمن دائرة نفوذه، لمنعها من أن تصبح نموذجاً إصلاحياً يُشكل تحدياً داخلياً وخارجياً. وتشير إلى أن الجيش الجزائري عمل منذ سنة 2011 على كبح التجربة الديمقراطية التونسية، وعرقلة الإصلاح الاقتصادي والانفتاح الخارجي، وأن أي دينامية دبلوماسية مغاربية تصاعدية تزيد من ارتياب الجزائر.
ودعت المجلة الولايات المتحدة إلى عزل تونس عن الضغوط الجزائرية، عبر تأمين حدودها مع الجزائر وليبيا، وتطبيق تقنيات مراقبة ذكية، وأنظمة قيادة وسيطرة، ووحدات مكافحة تهريب، وتدريب استخباراتي يحترم سيادة الدولة. واعتبر التقرير أن هذه الخطوة ستخلق بيئة مستقرة لمشاريع الاستثمار الأميركية، وتتيح تحويل تونس إلى مركز إقليمي للتميّز الطبي، على غرار نموذج سنغافورة في القطاع الصحي، بما يتيح تحقيق عائد اقتصادي محتمل يتراوح بين 50 و100 مليار دولار سنوياً.
ويخلص كاتب التقرير إلى أن السلام المستدام في شمال إفريقيا لا يمكن أن يتحقق دون تونس حرة ومستقلة عن النفوذ الجزائري، مشدداً على أن تطوير تونس لمسارها الإصلاحي والانفتاح على الاستثمار الخارجي، يمكن أن يحوّل المنطقة من حالة إدارة أزمات مزمنة إلى بيئة قائمة على السلام والازدهار المشترك، قد يبدأ فصلها الجديد من تونس الخضراء.

لا حياة لمن تنادي
مصلحة بلدنا خارج محيطنا
ما دام المدعو تيس البئيس في توينس فلن تقوم لها قائمة . وليس مطلوبا من المغرب ان يعيرها اي اهتمام . اليوم ما يهمنا هو مصلحة بلدنا . وهاته المصلحة ليس لها علاقة بدويلات شمال افريقيا . لان هاته السنوات كلها بينت بالملموس ان لافاىدة من تكثل شمال افريقيا . ولهذا فان المغرب اليوم لابد ان يبحث عن بعده الاستراتيجي . في افريقيا واوروبا وامريكا . وآسيا اما . التقوقع في محيطنا لاجدوى منه . مادام بجوارنا شردمة من الخبثاء يتخبطون ويلحثون عن الشرعية التي لم تكن لهم يوما .