أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
أكد الرقيب أول جوليان فينيغاس، من القوات الجوية الأمريكية، أن المملكة المغربية تعد حليفا موثوقا للولايات المتحدة في منطقة ذات أهمية استراتيجية، مشددا على أن متانة الشراكة الثنائية تسهم في تعزيز الاستقرار الإقليمي وردع من وصفهم بـ«الخصوم المماثلين»، وذلك في سياق التعاون العسكري القائم بين البلدين في مجال العمل الإنساني لإزالة الألغام.
وجاءت تصريحات فينيغاس ضمن برنامج تدريبي ميداني تشرف عليه فرق أمريكية متخصصة في التخلص من الذخائر المتفجرة، تابعة للسرب السادس للهندسة المدنية، وتستهدف تكوين جنود من القوات المسلحة الملكية المغربية في تقنيات كشف الألغام وإزالتها، خاصة في المناطق الصحراوية، حيث ينجز هذا البرنامج في إطار مبادرة العمل الإنساني لإزالة الألغام التي تنفذها الولايات المتحدة بشراكة مع دول حليفة، من ضمنها المغرب.
وأوضح المسؤول العسكري الأمريكي أن هذه المهام لا تقتصر على نقل الخبرة التقنية، بل ترمي بالأساس إلى ترسيخ الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون وقابلية العمل المشترك بين القوات، مبرزا أن الشراكة مع المغرب تعكس نموذجا ناجحا للتنسيق العسكري متعدد الأبعاد، كما أضاف أن هذه العلاقة تمنح الولايات المتحدة حليفا يعتمد عليه في منطقة تعرف تحولات أمنية وجيوسياسية متسارعة، كما تشكل في الوقت ذاته رسالة واضحة على وحدة الصف والالتزام المشترك بالحفاظ على الأمن والاستقرار.
وأشار فينيغاس إلى أن فرق التدريب الأمريكية تعمل في إطار جهد مشترك بين مختلف فروع القوات المسلحة، حيث تضم الفرق عناصر من الجيش الأمريكي وسلاح الجو، يشتغلون جنبا إلى جنب لنقل المعارف وبناء القدرات المحلية، حيث اعتبر أن هذا التعاون الميداني يعكس روح العمل الجماعي ويبرز كيف أن الهدف المشترك يقود جميع مهام التخلص من الذخائر المتفجرة.
وأكد المتحدث أن فريق قاعدة ماكديل الجوية أنجز ثلاث مهام بالمغرب ضمن برامج وزارة الخارجية الأمريكية وبرنامج الشراكة مع إفريقيا، جميعها بلغت مستوى «المرحلة الثالثة بلس»، موضحا أن الهدف المستقبلي يتمثل في الانتقال إلى دور أكثر استشاريا وتقييميا مع المغرب، مع بحث إمكانية توسيع نطاق مهام العمل الإنساني لإزالة الألغام لتشمل دولا شريكة أخرى.
وفي ختام تصريحاته، أبرز فينيغاس أن المغرب بات يتوفر على جنود معتمدين ومؤهلين لإزالة الألغام بشكل آمن، في بلد عانى سابقا من آثار النزاعات، مضيفا أن الهدف النهائي بالنسبة للجانب الأمريكي هو دعم إرساء برنامج مغربي مكتف ذاتيا في مجال التخلص من الذخائر المتفجرة، بما يعزز قدرات المملكة ويكرس مكانتها كشريك استراتيجي موثوق على المستويين الإقليمي والدولي.
