أوجار من وجدة:"نقاش الأحرار"حوار شفاف يستمع لمشاكل الجهة الشرقية بمشاركة مناضلي الحزب

أخنوش يؤكد من مراكش على ضرورة استثمار المؤهلات الكبرى للتجارة البينية الإفريقية للدفع بالقارة

هدم واسع يطال مستودعات بيع مواد البناء التي استغلت أراضي بالبرنوصي لسنوات

من قلب جبال الأطلس بميدلت..مواطن يعبر عن فرحته بتساقطات الثلوج وسط أجواء شتوية مميزة

طنجة...استعدادات مكثّفة لتجهيز منطقة المشجعين "فانزون" بفيلا هارس قبل انطلاق الكان

تساقطات ثلجية تعيد البياض لمنطقة حجيرة بإقليم ميدلت

زمان واشمن زمان هذا!؟

زمان واشمن زمان هذا!؟

 

 

جمال اشطيبة

هكذا ترن في أذني نغمات صوت أحد المجموعات الغنائية المشهورة بالمغرب، أنا لا أتذكر الأغنية كاملة، لكن معناها لا يريد أن يتركني، وهكذا هي الأعمال الجميلة تلتصق بالذاكرة؛ رغما عنك تحفظها، ربما لأنها تعبر عنك، أو لأنها تقول ما لم تستطع أنت البوح به.

والحق أن الشعراء كانوا ولا يزالون يعبرون عن هموم الشعب وخصوصا الطبقات المحرومة؛ هؤلاء الذين اشتق اسمهم من الشعور، لم يكونوا ليرضوا أن يرفل بعض الخاصة في النعيم؛ في الدمقس والحرير على حد تعبير أحدهم، في حين يرزح أبناء بلدههم في الفقر والفاقة والعوز.

صحيح أنه كان هناك شعراء البلاط الذين لا هم لهم إلا تلبية شهواتهم ونزواتهم التي لا تنتهي، وكان يغدق عليهم من الأموال بسخاء منقطع النظير، لا يضاهيه إلا ما تتمتع به الكثير من المراهقات اليوم ممن تتسمين بالفنانات.

لكن هذا الواقع المرير لم يكن ليلق قبولا من عدد ليس بالقليل منهم، ممن يرون هذا التناقض في الحياة؛ حيث يعز الذليل، ويذل الكريم، ويتولى المناصب من ليس أهلا لذلك، ممن تعوزهم الكفاءة والأمانة اللتين تؤهلانهم لذلك، فهذه حالة فجة وفضة يحدثنا عنها ابن الرومي حيث يقول:

عجبت من أبي الصفر إذا ولى بعد البطالة الديوانا

  إن للحظ كمياء إذا ما مس كلبا أحاله إنسانا

فأن يتولى شخص وقح إلى هذه الدرجة مرتبة عالية معناه أن البلاد ليست على ما يرام، وأن الأمور ليست بخير، وأن الحال يمشي في اتجاه الهاوية

إنه حال يدل على أن الشرف والكرامة، والمكانة  العلمية والثقافية لم يعد لها أي اعتبار في هذا المجتمع، وأن هناك صفات أخرى أضحت محط عناية القوم واهتمامهم، ربما قد تكون القدرة على الخداع والمكر والدهاء هي سمات الرجل صاحب الحظوة في مثل هذه الأيام:

هذا زمان القرود فاخضع وكن لها سامعا مطيعا.

وفي زمان القرود هذا لا مكان للإنسان صاحب المشاعر، صاحب الأخلاق والمثل، ولكنه زمان الشهوات والنزوات، وقضاء المآرب الدنيئة على حساب المثل والقيم. إنه زمان البهائم التي لا هم لها إلا المتع الحسية “يتمتعون وياكلون كما تاكل الانعام” كما وصفهم القرآن، هذا من جهة ومن جهة ثانية فهم لا مكانة علمية أو ثقافية لديهم، بل  هم إلى الأمية والجهل أقرب منهم إلى الثقافة والمعرفة، حتى إن المرء  ليتساءل عن كيفية وصول مثل هؤلاء لمثل تلك المناصب، والمكانة في المجتمع، ويعود فيسأل نفسه عماذا ينقصه هو، وبماذا يتميز أولئك عنه؟

أتراني دون الأولي بلغوا الآمال من شرطة ومن كتاب

وتجار مثل البهائم فازوا بالمنى في النفوس والأحباب!!؟

أمثال هؤلاء الذين يسميهم ابن الرومي بهائم، نجد شاعرا معاصرا هو أحمد مطر يسميهم باسم آخر في قصيدته “زمن الحمير”، ولا مشاحة في الاصطلاح، يقول أحمد مطر:

المعجزات كلها في بدني

حي أنا لكن جلدي كفني

أسير حيث أشتهي لكنني أسير

نصف دمي بلازما، ونصفه خبير

مع الشهيق دائما يدخلني، ويرسل التقرير في الزفير

وكل ذنبي أنني آمنت بالشعر، وما آمنت بالشعير

.في زمن الحمير

هذا الوضع المقلوب رأسا على عقب جعل فيلسوفا شاعرا هو أبو العلاء المعري يطلب زيارة الموت ليخلصه ويخلص البلاد والعباد من هذا الجور وهذا الظلم. وإذا جاء الموت فإنما عليه أن يزور أولا قصور وفلل وشاليهات، أولئك المترفين المفسدين، ويقبض أرواحهم، ليرتاح الناس من شرورهم.

يقول المعري:

ولما رأيت الجهل فـي الناس فاشيا  تجاهلت حتى ظـن أني جاهل
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص  ووا أسفا كم يظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بـالبخل مـادر   وعــير قسـا بالفهاهـة بـاقـل
وقـال السهى للشمس أنت خفيـة   وقال الدجي للصبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة وفاخرت الشهب الحصى والجنادل
فيا موت زر إن الحيــاة ذميمة  ويا نفس جـدي إن دهـرك هـازل

www.facebook.com/chtaiba jamal  


عدد التعليقات (1 تعليق)

1

عبد الله

بسم الله الرحمن الرحيم المرجو من الاخ كاتب هذا المقال أن يغير عنوان المقال لأن الزمن أو الزمان او الوقت او الدهر هو الله سبحانه و تعالى , عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ( قال الله عز و جل : يؤذيني ابن آدم يسب الدهر و أنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل و النهار ). أتحدث عن ظاهرة بدت مقلقة ومتفشية في جيلنا هذه الأيام وهي ظاهرة سب الدهر  ( سب الزمن  ) أصبح الناس يعيبون الزمان ويسبونه بل ويلعنونه وهم لا يعلمون انه هو الله سبحانه وتعالى فاستغفروا ربكم وامروا بالمعروف وانهوا عن المنكر عسى ان يبعثكم ربكم مقاما محمودا. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد و السلام على من اتبع الهدى.

2011/10/23 - 12:27
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات
المقالات الأكثر مشاهدة