الرئيسية | أقلام حرة | بناء الإنسان

بناء الإنسان

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
بناء الإنسان
 

 

إن دور الإعلام والمجتمع المدني ، يمكن أساس في التوعية و المساهمة الفعلية ، والتكميلية لدور الدولة بمؤسساتها في بناء الإنسان فكريا و ثقافيا حتي يصبح بمقدوره مواكبة التطور والتقدم الذي عرفته البشرية و مواصلة مسار التنمية الذي تضطلع بها الشعوب.

التطور الذي رسمته الدول الغربية خصوصا المعروفة منها بافتقارها للمواد الطبيعية ، المساهمة بشكل كبير في عملية الإنتاج ، لكنها استثمرت أساسا في البشر ، وقامت ببناء إنسان متكامل، عن طريق توفير فرص و آليات و مناهج تعليمية حققت نجاحا مبهرا في تنشئة العديد من الأسماء اللامعة ، في شتى المجالات خصوصا الهندسية والعلمية ، وبروز شركات رائدة في المجالات التكنولوجية التقنية.

مغربنا اليوم يحتاج إلى نشر الثقافات الأساسية والتكميلية التي أصبح من اليسير نشرها بين كل مكونات المجتمع لما يتوفر عليه عصرنا من تقدم تقني و تكنولوجي و تطور وسائل الإعلام السمعية البصرية والإلكترونية.

رفع الوعي والثقافة القانونية لا يتأذى إلا عن طريق شرح و توضيح المساطر القانونية ، بكل أنواعها و تجلياتها من مدونة الأسرة و الشغل إلى القانون الجنائي ، تفاصيل القوانين التي تعمل الدولة على إخراجها من خلال التشريعات، ونشرها على الجريدة الرسمية للمملكة ، لتمكين عموم المواطنين من الإطلاع عليها و بالتالي تطبيقها ، لا يتوصل بها العديد من المغاربة خصوصا بالمغرب العميق، الذي لا يتوفر معظم ساكنيه على ثقافة القراءة ، وحتى الجريدة الرسمية لا تصل إليها.

بناء الإنسان حقوقيا و معرفته بما له و ما عليه، من "حقوق و واجبات" دون حاجته تسلق السلم الدراسي، لتكوين ثقافة أو طرق الولوج لتطبيق المساطر القانونية، التي في الغالب تمنع الكثيرين من الوصول إلى حقوقهم و المطالبة بها، ومعرفة الطرق الأسرع لتطبيق المساطر و الأحكام القضائية ، والطرق السليمة للوصول إليها.

بناء الإنسان صحيا عن طريق التوعية و التحسيس ، واستنادا للقاعدة الصحية العامة " الوقاية خير من العلاج ، و الثقافة الصحية  تأخذ القسط الأوفر في بناء الإنسان ، وبالتالي تكوين فئة مجتمعية خالية من الأمراض العضوية ، والعقد النفسية ، و التوعية الصحية النفسية بمخاطر الأسباب و المسببات للأمراض النفسية التي تبدو غريبة على المجتمع المغربي ، خصوصا والفكرة القاتمة المأخوذة عن الطب النفسي ، فأي مواطن مغربي ينصح بزيارة معالج نفسي أو طيبب ، يكون جوابه بسرعة " واش شفتيني خارج عقلي "، في حين أن الدراسات أثبتت وجود ارتباط بين بعض الأمراض النفسية التي تسبب مباشرة في أمراض العصر، السكري و الكلسترول ارتفاع الضغط الدموي و التي تعمل هي الأخرى على إصدار مضاعفات أخرى ، القصور الكلوي أمراض القلب (...) .

بناء الإنسان ثقافيا ، هي النقطة التي تفيض الكأس خصوصا وارتباطها بتكوين الأجيال ، ورفع مستوى الذوق السليم ، فني كان أم علمي أم أدبي أم رياضي ، الأهم تكوين قادة المستقبل قادرين على حمل مشاعل الثقافة الفنية ، و ثقافة المسرح و السينما ، و ثقافة الرواية و الأدب و الشعر ، وثقافة الإعلام و التواصل و الرياضة، فالفراغ الذي خلقته مؤسسات الدولة بغياب دور الثقافة التأطير الثقافي خصوصا في الأطلس المتوسط ، ولي الحديث عن بيئتي و مدينتي إفران ، التي تكون وللأسف قادة التحرش الجنسي أمام أبواب الإعداديات و الثانويات ، وقادة تناول المخدرات ، وقادة " رأس الدرب " يراقبون " الغادي و الجاي ".

إشكالية بناء الإنسان ، و الاستثمار في العنصر البشري ، تطرح تساؤلات عميقة ، و محزنة خصوصا لما يتكلم عنا البنك الدولي في دراسته حول وضعية التعليم بالمغرب و العالي منه ، وضعية مخجلة حقا تستوجب وقفة تأملية كما وقف منتخبنا الوطني ، لإعادة تكوين فكرة إجمالية و إشراك كل الفاعلين بما في ذلك ، الطلبة الجامعيين ، و الإعلاميين ، والأساتذة و المعلمين ، و التقنيين و الإداريين ، ورشات و أيام دراسية ، (لنعرف هذ الناس آش باغين و نعروفوا حتى راسنا فين غاديين) ، لنتمكن من تكون فكرة شاملة لتنزيل برامج بجودة تعود بالنفع ، ويشعر دافعي الضرائب بأموالهم أين تستثمر ، فقد حان وقت الاستثمار في البشر لا في الحجر.

  

 
مجموع المشاهدات: 1324 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة