السلطات تتحرك لفك العزلة وضمان الخدمات الأساسية في إقليم ميدلت

الجماهير التطوانية ترد بسخرية على "هاتو المغرب" بعد التتويج بكأس العرب

فرحة المغاربة بالتتويج بكأس العرب وسط مدينة وجدة

النشاط هاهو شاط.. مراكش تخرج كعادتها للاحتفال بانتصار الأسود

ليلة بيضاء بالدار البيضاء احتفالًا بتتويج أبناء السكتيوي بلقب كأس العرب

خروج ساكنة وزان للاحتفال بتتويج كتيبة السكتيوي أبطالا للعرب

مصالح في عرض البحر

مصالح في عرض البحر

رضوان قريب

 

لم تعد المدينة كما كانت، فمياهها الراكضة تجري اليوم في كل اتجاه حتى في الدروب البعيدة ، الهامشية منها و المظلمة .. بل أصبحت أخبار البعض عند الكل ، و أحداث الأفراد لدى الجماعات..مُشاهد الأمس مشارك و فاعل اليوم ، وبذلك لا مجال إطلاقا للأخبار و الأحداث القديمة و البائتة ، فالمدينة في تجديد و تحديث دائمين.

يبقى كل هذا منطقيا و عاديا في إطار التجاذبات المجتمعية و تفاعلاتها التي انتقلت من الواقع إلى العالم الافتراضي ، و أصبح المحال مع العالم الأزرق شيئا ممكنا ، فالبطل قد يصبح جبانا ، والمجرم بطلا ، اللصوصية نزاهة و الوقاحة حرية و غيرها كثير حسب أمواج الاعجابات و التعليقات و مدى إمكانية ترجمتها لأشكال تنديدية أو تضامنية على أرض الواقع .

مع ذلك ، حقيقة لا يمكن جحود فضل هذا العالم الأزرق و غيره من شبكات التواصل الاجتماعي رغم اختلاف مبحريها بين قارصنة سياسيين ، صيادين انتهازيين أو جمعويين مارقين . فالبحر للجميع وكل يعوم على شاكلته ، فكثير من الأصوات الخافتة و المقموعة دوت و جلجلت ، كما أن كثيرا من الطفيليات و الجراثيم تكاثرت. المهم و الجميل في هذا العالم أن ليس هناك ربان أو زعيم ، فالأغلبية و الجماعة ليست بتنظيم، لكنها تقود و تتزعم ولا يخونها غير لئيم.

مناسبة الكلام أن بعض الناس من المبحرين و المتجردين حتى من لباس البحر الأزرق (القصد طبعا باللباس قبول الآخر وعدم تسفيه الناس و التعالي عليهم ) ينصبون أنفسهم ملوك البحر ، و لا رأي غير رأيهم و لا توفيق و إبحار إلا بقيادتهم . فكلما توافقت وتقاطعت المواقف واديولوجياتهم ومرجعياتهم الضيقة رحبوا و تضامنوا ، وكلما زاغت و حادت عن رغباتهم و نهجهم أضحوا منتقدين، و للسم نافثين..فهم المؤسسون للمفهوم الجديد " تضامن المصلحة"..

و المخزي في الموضوع أن هؤلاء مثقفون و نخبويون مدعون، ديموقراطيون مزيفون . رسالتهم الأولى إشاعة البلبلة مكان التثقيف ، التطاول بدل الابداع ، وتعطيل محركات الدفع بدل  التأطير و التوجيه ، و إفشال الهمم بدل تشجيعها..

عموما يبقى هؤلاء نشازا يسبحون ضد تيار الحق و اتفاق المغاربة ، و إن كانوا سباحين ماهرين فليشقوا لأنفسهم طريقا وسط البحر بعيدا عن الشعب لأن الشعب يعلم ما يريد، ولا يحتاج من يتحدث باسمه.

 

                                                             

 


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات