الرئيسية | أقلام حرة | نجومية التفاهة

نجومية التفاهة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
نجومية التفاهة
 

إذا كانت الغاية من خلق مواقع التواصل الاجتماعي هي إتاحة الفرصة لمستخدميها لإنشاء مدونات إلكترونية ، وإجراء المحادثات ، وإرسال الرسائل, كما تتيح مشاركة الصور ومقاطع الفيديو وتيسير نشر تلك الملفات ، والكتابة حول موضوعات محددة من الممكن أن تدخل ضمن دائرة اهتمام مشتركين آخرين ، وكذلك تمكينهم من التعليق على تلك المواضيع وإبداء آرائهم فيها بكل حرية،نجد أن المتتبع لواقع مستخدمي هذه الوسائل التواصلية في المغرب بشكل خاص وفي العالم العربي عموما يسيء استخدامها،بل يسخرها لغايات و مقاصد تنعكس سلبا على الأفراد و المجتمع وكذلك سياسات الدولة.

إن أهم ما يثير انتباه كل باحث و دارس لمدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على تنمية المجتمع و الرقي بأفراده، يرى أنها في المغرب تطغى عليها سمتين بارزتين:

أول سمة وهي أن الكثير من رواد هذه المواقع جعلوها وسيلة لإثبات الذات ،حيث تراهم ينشرون كل تفاصيل حياتهم منذ الاستيقاظ حتى النوم،و الغريب هو كثرة المشاهدات مما يطرح أكثر من سؤال حول علاقة المجتمع بتفاصيل حياة هؤلاء الأشخاص ثم الغاية من طرح مثل تلك الأحداث اليومية و الاستفادة التي سيجنيها المتلقي عند مشاهدته لتلك الصور و الفيديوهات ؟؟؟

ثاني سمة - وهي الدافع الحقيقي الذي جعلني أسطر هذه الكلمات في هذا الموضوع – هي انتشار التفاهة و الرداءة في مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب باسم الفن.

مما لا يخفى على متتبعي وسائل التواصل الاجتماعي أنه بين الفينة والأخرى تسطع شمس شخصية تستحوذ على اهتمام آلاف و أحيانا ملايين من المشاهدين و المتابعين، ثم تختفي فجأة لتخلي المكان لشخصية أخرى و هكذا، لكن الغريب في الأمر أن هذه الشخصيات تجمع بينها العديد من القواسم المشتركة التي يمكن إجمالها في الجهل المعرفي و الانحطاط و التدني الأخلاقي،كما أنها تشترك في نفس الغاية و المرام من خلال منشوراتها وهي ضرب منظومة القيم الأخلاقية بين أفراد المجتمع،وتكريس لغة السفالة والدناءة و الوقاحة في المجتمع.

وختامًا نقول أن هذه الظواهر المشينة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي ليست  صحية ، بل تهز المجتمع هزًّا عنيفًا في قيمه وثقافته ومعتقداته، وهي دعوة مفتوحة لمثقفي الوطن و مفكريه و مصلحيه أن يتصدوا لهذه السموم و يحابوها، و أقول لكل مستخدم لهذه الوسائل كن أنت الرقيب على نفسك دون أن يكون هناك رقيب عليك فيما تنشر وترى، ولا تنسَ أنك في عين الله دائما، فإن لم تكن تراه فإنَّه يراك.

 

مجموع المشاهدات: 1273 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة