الرئيسية | أقلام حرة | ألم يعد مجديا للإنسانية توسطها في قضية معتقلي حراك الريف ؟

ألم يعد مجديا للإنسانية توسطها في قضية معتقلي حراك الريف ؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ألم يعد مجديا للإنسانية توسطها في  قضية معتقلي حراك الريف ؟
 

" إن الوطن غفور رحيم "

 

ــ الحسن الثاني ــ

 

لقد عمر ملف حراك الريف زهاء السنتين ونصف ، واجتاز مراحل اقتصادية فاضحة وقضائية ماراطونية شاقة ، انتهى بمحاكمة سياسيوية ؛ خلفت ردود فعل مدوية لدى بعض المنتديات الحقوقية على الصعيدين الدولي والمحلي ، وكان لها وقع دام في قلوب أمهات وآباء المعتقلين وهم يرون اعتقال أبنائهم سيحرمهم من الاجتماع بهم لمدد طويلة تتراوح بين 10 إلى 20 سنة ، وزاد في إدماء الجرح القذف بهؤلاء المحكومين في معتقلات منفصلة بعيدة عن مقرات سكنى أهاليهم ..

 

جانب إنساني لافت

 

والحال أن هؤلاء الأولياء من الأمهات والآباء يعانون الأمرين ويتكبدون مصارف وجهودامضنية لتتبع أحوال أبنائهم خلف القضبان ؛ يخضعون لعلاجات دورية مع تقدمهم في السن ، هذا فضلا عن شبه الحصار الذي باتت الحسيمة مضروبا حولها مع تردي الخدمات الاجتماعية وحالة التهميش التي باتت الساكنة تحسها ، وكأنه تلويح بلي الأعناق أو بالأحرى عقاب جماعي ، مع ما خلفه من حالات تذمر ويأس وتهميش وحقد في نفوس الشباب خاصة .

 

ربما الدولة ترى في هذه المقاربة الأمنية الجائرة السبيل الوحيد لردع الضالين والمارقين ، لكن هذا الأسلوب قد ولى حتى مع أعتا الديكتاتوريات في العالم ، وبات قرينا بالتطهير "الجماعي" والذي لن يكتسب منه المغرب سوى مزيد من تعميق المسافة بين السلطة والمواطن ، والحال أن المغرب يحتاج ؛ أكثر من أي وقت مضى ؛ إلى سواعد أبنائه قاطبة لا فرق بين ريفه وجنوبه .

 

وأعتقد أن المغاربة قاطبة والريفيين منهم خاصة لن يتوانوا فيما يشبه الالتزام ؛ إذا كان الأمر يقتضي ذلك ؛ بالعودة إلى جادة الصواب وعدم السماح بتكرار سلوكات من قبيل "اقتحام المسجد" والقذف بالبيانات النارية عبر منصات التواصل الاجتماعي ، والتلويح بشعارات قد تفهم بأنها تغذي الروح الانفصالية بدلا من الاعتزاز بالأمجاد التاريخية .

 

همسة أخوية في أذن الزفزافي الأب

 

سيدي ! إن الدستور يكفل لك ولجميع المغاربة حق الاحتجاج والتظاهر والإدانة ... بخصوص وضعية ابنكم ومن معه ، لكن هذا الحق ـ وفي الظروف الحالية ومرحلة طلب الصفح والمصالحة ـ يستوجب لغة لينة غير متشنجة ولا تذهب إلى طرح القضية والمقارنة بينها وبين إسرائيل في علاقتها بالفلسطينيين ... وأكاد أجزم بأن لولا سفرياتك خارج أرض الوطن في محاولة تحريك لوبيات أجنبية أو بالأحرى تدويل قضية حراك الريف ، ما كانت العدالة أن تنزل بهذه الأحكام الثقيلة ولكانت قد اتخذت مسارا آخر أخف ضررا (وحْنا المغاربا كنْعرْفو بعضيتنا ) ، فخرجاتك الإعلامية وتصريحاتك النارية ، وإصرارك على نهجها عن اقتناع أو بإيعاز من هذا الطرف أو ذاك ؛ لن يزيد "المخزن" إلا إمعانا في إنزال أقسى العقوبات حتى ولو كانت بالسجن الانفرادي المعزول والمكلف للزيارة .

 

 

إن الملف في أمس الحاجة إلى جرعة إنسانية لإزالة الاحتقان الذي عمّر أكثر من اللازم ، وباعتقادي أن وفدا بأمهات وآباء وأولياء المعتقلين وبمعية بعض من ذوي الأريحية الوطنية الصادقة إذا طلب زيارة القصر فستفتتح له أبوابه حتما ، ولن تسود بعدها لغة أبلغ من " .. إن الوطن غفور رحيم " .

مجموع المشاهدات: 829 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة