الرئيسية | أقلام حرة | جماعة عبد السلام ياسين ومسجد الضرار

جماعة عبد السلام ياسين ومسجد الضرار

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
جماعة عبد السلام ياسين ومسجد الضرار
 

يقصد بمسجد الضرار ذلك المسجد الذي شيده المنافقون في المدينة المنورة وندبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه، بل قايضوه بالصلاة معهم مقابل الاستمرار في الصلاة معه في مسجده الشريف فتارة هنا ومرة هناك، وقد هم النبي صلى الله عليه وسلم بالنزول عند رغبتهم لولا أن الله عز وجل نهاه عن دخوله والصلاة فيه :"لاتقم فيه أبدا."، لأن غرضهم من بنائه لم يكن عبادة الله

 وإقامة الشعائر كما ادعوا، بل نكاية في المسلمين والتفريق بينهم، والاجتماع فيه للمؤامرة والتخطيط للنيل من الإسلام والنبي وأتباعه." الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل. وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون. لاتقم فيه أبدا." سورة التوبة الآية 108.

وقريب من هذا الفعل قام به الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان حين بنى قبة الصخرة بجانب بيت المقدس - والتي يظنها المسلمون هي عين المسجد ويعلقون صورها -  ليصرف الناس عن البيت الحرام الذي كان تحت سيطرة عبد الله بن الزبيرفي غالب الظن.

التاريخ يعيد نفسه فأتباع الأستاذ عبد السلام ياسين حين يتخذون من البيوت معابد يقيمون فيها "الرباطات" والصلوات والاعتكاف فإنهم بذلك يريدون صرف الناس عن المساجد" المخزنية" متذرعين كون السلطات تضيق عليهم في العبادة وتمنعهم من الجلوس وإقامة طقوسهم فيها والتي أمرهم بها شيخهم وإمامهم وكأن لهم دينا غير دين الدولة الرسمي،فهم الطائفة المستضعفة الناجية التي لاتزال على الحق وغيرهم على الباطل حتى يظهر الله دينه وكأننا نعيش في دار حرب لافي دار إسلام. 

إن الاعتكاف الذي يتذرعون به ليس فرضا، ولا يدخل به أحد الإسلام كما لايخرج تاركه منه كما أن الدولة لاتمنع مسلما من البقاء في المسجد في العشر الأواخر من رمضان إن صفا سره وسريرته وانعدمت خلفيته وسلك المساطرالقانونية الجاري بها العمل وقدم طلبا للإدارة المختصة التي تنوب عن رئيس الدولة في رعاية المساجد وحمايتها من العبث والفوضى واستغلالها لأمورمن شأنها المساس بالأمن والنظام العام. 

فأين العيب في سلك هذه المسالك واحترام القانون إن سلمت نوايا هؤلاء الناس وأرادوا الاعتكاف حقا ودخلوا البيوت من أبوابها ولم ينازعوا الأمر أهله؟.

إن المغرب بلد مسلم، وهو يواجه في الآونة الأخيرة صعابا وتحديات ويتموقع موقعا لايحتمل التأليب وإهداء الفرص لأعداء الداخل والخارج، ومن كان مسلما حقا فعليه أن يسهر على أمن البلاد ووحدته وإن اقتضى الأمرترك سنة غابرة كالاعتكاف والذي أصلا يسمح به بتقييد بسبب ظروف أمنية فرضها غالبا أصحاب المرجعية الدينية المزعومة.

أنا لاأقذف أحدا بالنفاق، ولاأتهم إنسانا بالكفر، كما أنني لست عميلا لأحد كما يحلو لأتباع عبد السلام ياسين أن يصفوا به من انتقد منهجهم وطريقتهم، لكنني أحب وطني ومن الساهرين على وحدته وأمنه،وإن كانت محبة الوطن والدعوة إلى الوحدة، والحفاظ على بيضة المسلمين واحترام المقدسات خيانة وعمالة" للمخزن" فأنا أول الخائنين ضدا على أولئك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ضدا على المشركين :" إن كان للرحمان ولد فأنا أول العابدين". 

مجموع المشاهدات: 447 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة