عبد الرحيم هريوى
◾ اليوم الذي أنت فيه؛ هو بالذات يومك الجميل والسعيد يا ابن آدم ..!! تمسي فيه ليلا وسط فراشك الناعم والدافئ..!!وهناك وسط جدران مغلقة ، وفي قبر دنياك الذي تعبت من أجل بنائه . وتحملت وقاسيت الأمرين طوال سنين عديدة وشاقة كي تجمع لك ثمنه.. وفي غرفه ووسط بهوه الجميل وبين أثاثه الفاخر تتنعم الآن و تتلذذ بلحظات عمرك الجميلة من حياة دنيوية تذوب بسرعة كقطعة ثلج في يوم الحر..!!؟؟
وكل ما سبق ذكره حتى الآن هو جميل بالفعل ورائع وممتع جدا ..!!؟؟
◾ ويومك المنتظر الآتي، قد يكون على حين غرة وغفلة منك اومنهم أجمعين ..في وسط حفرة باردة..وسط قبرمظلم تستوطن فيه إلى يوم يبعثون..!!؟؟ هناك تحت الثرى و في صحبة حشرات الأرض، فلا بد أنك ونحن أجمعين إلى الرحمان مسافرون طال العمرأم قصر...!!؟؟
◾ حياتنا ألفناها منذ سنين لا تدوم على حالها ..يوم أنت فيه سليم الجسم معافى وفي يوم آخر أنت فيه تعاني من شتى الآلام والأمراض..!!؟ دنيانا سجن كبير، محتوم علينا فراق كل محبوباتنا وملذاتنا حين تتوقف قلوبنا عن النبض في لحظة ما، وذلك بإذن الذي خلقها اول مرة كمضخة اومحرك لباقي أعضائنا في منظومة من أجهزة جد معقدة، من جهاز هضمي وآخر تنفسي وبولي وعصبي وتناسلي..!!
نعم ؛ دنيانا عجيبة - غريبة تمشي راحلة وقلوبنا وجوارحنا بها جد متعلقة إلى حد التماهي..!! دنيانا مجنونة حمقاء ليس لها فرامل. نطوي أيامها طيا سريعا ونحن لا نعتبر . ولا شيء يدوم على حاله يا مسافرين..!!؟؟..
◾ فقراؤنا في ليلة البارحة ماتوا ورحلوا عنا لدار البقاء في صمت و سكون وحزن، أما أغنياء بلدتنا فتراهم قد ماتوا في ألم و ضجر وحسرة وندم على ما تركوه من بذخ وترف و نعيم وقصور ومتاع كثير لا حد له..!!؟؟
◾ لقد دفنوا جميعهم تحت الثرى وأعدلوا القسمة حينها فيما بينهم في مساحة القبر طولا وعرضا .. ومن هنا بدا العدل والمساواة في اقتسام الثروة الترابية بين الخلائق في العالم الآخر، ولقد أعطي للغني ما أعطي للفقير من حقوق..!!؟؟
