المواطنة

ليس كل من يملك بطاقة هوية وجواز السفر المغربي يعتبر مواطنا كامل المعنى. مع ما توفره بطاقة التعريف الوطنية من مزايا لحاملها. لكن قليل من يحترم هذه البطاقة ويقدر انتماءه لبلده.

 في السنوات الماضية ضرب زلزال قوي المشهد السياسي المغربي بإقالة عدة وزراء ومسؤولين وجهت لهم تهم التقصير في آداء واجبهم وعدم الرضى عنهم دون محاسبتهم.

واليوم لازال عدد من المسؤولين غير مرغوب فيهم لقلة خبرتهم وعدم فعالياتهم ولو أوضحنا العبارة عدم الحاجة إليهم لولا ضغط الأحزاب من أجل الحصول على نصيبهم من  الحلوة المغربية. ولربما ضررهم أكبر من نفعهم وأقلها حصولهم على راتب عال يثقل كاهل الدولة وامتيازات المنصب المسند إليهم.ومساهمة مجموعة منهم في فساد المشهد السياسي.

حينما تجد وزيرا يكسر فرحة مئات الأطفال ومنعهم من الاستجمام والتخييم بدواعي إديولوجية. وتجد وزيرا يتلعتم في قراءة ما كتب له وغير آبه بمصير 70000 موظف. وتجد وزيرا يستغل المال العام لملاقات من يعشق. وتجد آخر غير مبال بمصير 10000 طالب طبيب واللائحة طويلة. 

ومن هنا تتجلى بوضوح معنى الوطنية.  والدعوة الصريحة لجلالة الملك لتغيير مجموعة منهم خير ذليل على ذالك. والإشارة واضحة إلى مجال التعليم والصحة والضرائب والجمارك والفساد الجاثم على القطاعات الحكومية. 

والأمر لا يتوقف على السياسيين فقط بل تجاوز ليشمل المقاوليين وكبار التجار والمستوردين الذين يحاولون ان يبقى الوضع على ما هو عليه للاستفادة أكثر باحتكار السوق وقلة التنافسية.

أثناء مناقشة القانون الإطار للتربية والتعليم طرح أحد المستشارين إضافة بند يلزم كل وزير وبرلماني ومسؤول كبير بأن يدرس أبناءه في المدارس العمومية تعبيرا منهم عن وطنيتهم ودعمهم للمؤسسات العمومية ولكي يشتغلوا بجد على تجويد المنتوج التربوي. ويدركوا معاناة المواطنين في هذا المجال الحيوي. وعلى نفس المنوال ان يتداوى الجميع في المستشفيات العمومية ليتذوق مرارة الرشوى والمحسوبية وقلة الإمكانيات وطول الانتظار.  وعدم الحصول على اي جواز سفر غير الأخضر المغربي لتنحصر وطنيتك في حب بلادك وتتخندق مع إخوانك المغاربة وتبذل قصارى جهدك خدمة للوطن.