ناموا ولا تستيقظوا ما فاز إلا النوم...تعليق عابر بلغة الأدب

تعليق عابر بلغة الأدب ..مازحا أكتب.. حين يشعرأي كاتب في وقت من الأوقات بأن هناك شيء داخلي جامح يجره نحو تدوين الحرف..وولوج عالمه..وركوب أمواجه..وعيش لحظات الكتابة بروح أخرى قد لا تحضر إلا في لحظات محسوبة في الزمان والمكان ويحضر معها الانفلات من الضيق والانسداد إلى السعة والانطلاق اللامحدود... !!!

وربما بعيداعن عالم السياسيين و السياسة ومكائدها ومنعرجاتها وفصولها السنوية إن لم نقل الموسمية من موسم خريف عاصف أوربيع زاهر يليه صيف حار برعده وأمطاره العاصفية ..وبعيدا عن تعريفها الهتشكوكي:" السياسة هي عبارة عن لوحة فنية تشكيلية تتضمن عدة وجوه ووجوه و بصباغة ألوان ساخنة وأخرى باردة.."

وبلغة الأدب ندون ونمضي شرقا ونتعلم وقتها كيف نرسم مقاطع بلورية بألوان الكلمات العذراء.و نتذكر معها عميد الأدب العربي المكفوف طه حسين لما عاش محنته وصراعاته حين طرق باب السياسة والسياسيين.. وبريطانيا حينها جاثمة على صدر شعب عربي شقيق له قرون مؤلفة من الحضارة الإنسانية، لما تخلف عن الركب العالمي ونام نومة ، لاهي بنومة الحلزون ولا بنومة الدب بل كانت شبيهة بنومة أهل الكهف.. ولم يستيقظ بعدها إلا والغرب الصليبي يتفاوض على أرضه ...ومن له الحق في الاستغلال والنهب لخيرات النيل الذي حفظنا في شأنه "لولا النيل لماتت أوضاعت مصر" و " لولا النيل لكانت مصر صحراء"وها هو النهر الطويل ولاأقول العظيم لأن العظمة كل العظمة تبقى لربنا عز وجل ..هو من خلقه ..هو من شقه في الصحاري ووسط الرمال ..وهو من جعله يجري لقرون .. !!!

فما علاقة النوم الطويل يا ترى بالشعوب وانعكاساتها الكارثية على الحضارة والإنسان وعيشه بهذا الوطن العربي المترامي الأطراف منذ أزيد من قرن..؟؟؟ وذاك هو بيت القصيد والدليل يوم فقد العرب جنة الفردوس "الأندلس" وهم نائمون..وهم يتلذذون..وهم يكتبون الأندلسيات..ويعيشون حكايات وحكايات..وسيناريوهات ألف ليلة وليلة..ولما ناموا نومتهم الأخيرة في تلك الليلة الباردة..أي ليلة سقوط غرناطة..وجدوا أنفسهم خارج التاريخ..تحت سوط وجبروت الحكم المسيحي بعدما أصبحت المملكة الإسلامية في خبر كان وأخواتها ، ومنهم المورسكيون الذين خيروا بين البقاء بالقشتالية واعتناق دين المسيحية أو التهجيرنحودول شمال إفريقيا وتركيا والشام..وكل ذلك كان نتيجة تخلفنا عن البحث وتطوير الحياة المجتمعية وركوب مجال البحث العلمي والصناعي والطبي ...أليس ابن سينا منا ومعه ابن خلدون والكندي و ابن رشد ومن مدخراتهم العلمية ما ترجموه و أتمم الغرب المسيحي طريقه نحو عهد الأنوار إلى اليوم..أما نحن العرب فيصدق فينا قول الشاعر العربي العراقي النسب " معروف الرصافي"

ناموا ولا تستيقظوا ما فاز الا النوم

يا قومُ لا تتــــــكلموا ........... إن الكلامَ محَـــــــــرّمُ

ناموا ولا تستيقظوا ......... ما فــــــاز إلا الـــــنوّم

وتأخروا عن كل ما ........... يقضي بأن تتقدمــوا

ودعوا التفهم جانبًا .......... فالخيرُ أن لا تفهـــموا

وتثّبتوا في جهــلكم ............ فالشر أن تتعلمــوا

أما السياسة فاتركوا .......... أبــــدًا وإلا تندمـــوا

واذا أفضتم في المباح ........ من الحديث فجَمْجموا