أين الخلل

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أين الخلل
 

هل هذا التوجه الجديد للعدالة والتنمية قناعة حزبية توصلوا إليها بعد الممارسة السياسية. وهو تطوير للذات والمصير نظرا للاحتكاك بعدة مكونات سياسية وثقافية.

 وقد يكون مقدمة لفك الارتباط تدريجيا مستقبلا عن حركة التوحيد والإصلاح التي تؤطر مرجعية الحزب وتمده بالطاقات اللازمة.

ولقد أثبتت تجارب عدة انفكاك السياسيين عن المرجعيات. لقد كان حزب الاستقلال  والشورى والاستقلال يزخران بالعلماء والفقهاء أين هم اليوم. ولقد كانت روسيا تدين بالاشتراكية إلى أن جاء غورباتشوف وعمد إلى البرويستكا ووقع تفكيك الاتحاد السوفياتي .

ومرد هذا التساؤل أن من درسوا العلوم الشرعية بمن فيهم رئيس الحكومة بدا لهم أن يفرقوا بما هو مرجعي وما يفرضه الواقع وتذبير التنافي. أم هناك أشياء أخرى تكشف عنها الأيام القادمة. 

ولماذا أغفل الأستاذ الصمدي عن التجارب التربوية القوية والمقنعة لمجموعة من الدول العربية مثل العراق وسوريا والأردن وهم أعلام في هذا المجال بكتبهم ومجلاتهم  ومؤلفاتهم وترجمتهم من كل اللغات إلى العربية.

ولقد أتقنوا حتى ترجمة العلوم الدقيقة والحديثة مثل الإعلاميات. وللشهادة لقد قرأت عدة كتب ومجلات في الإعلاميات باللغة العربية بالقدر الذي قرأته بالفرنسية . من تعلم الكتابة والتواصل إلى البرمجة  والتشفير وفك رموزه وهي مراحل جد متقدمة في الإعلاميات. وعندهم وفرة المصطلحات في تناسق وتناغم تام مع اللغة العربية.

ولماذا لا يطرح الأستاذ وحزبه فكرة تعريب التعليم العالي ليكون التعليم متناسقا في كل مراحله ويساهم في تسهيل التحصيل على المتعلمين كما هو الشأن في المراحل الأبتدائية والثانوية. وتزدهر حركة الترجمة. وبعد تكوين الأطر تسهل عملية الانتقال لأية لغة.

ولقد ترجم الفرنسيين عدة كتب علمية وتقنية ألمانية وروسية رغم أنهم لا يدرسون بهذه اللغات.

ولماذا نعيب على من يدرس أبناءه في المعاهد الفرنسية دفاعه عن التعريب وننعته بالنفاق ونصادر حقه المساهمة في إنضاج قضية وطنية. ونحن نعلم أن جل السياسيين الأوروبيين والنخبة الحاكمة والبورجوازيين من الفرنسيين والإسبانيين والبلجيكيين والخلييجيين وغيرهم يدرسون أبناءهم في المدارس الأمريكية والأنجليزية المنتشرة في العالم مقابل أموال باهضة. مع العلم أن مدارسهم ومناهجهم جد متطورة. ولا يعيب عليهم أحد مشاركتهم في تسيير بلدانهم. كما أنهم حريصون على لغتهم وسيادتها في أوطانهم. ويقومون بواجباتهم تجاه بلدانهم.

هل إصلاح التعليم يكون بالقانون الإطار واعتماد  الفرنسية كلغة التدريس ونحن عندنا مشاكل بالجملة. منها البنايات التي لاتصلح حتى لتربية المواشي في بعض المناطق . و حشو من هب ودب في التعليم دون تكوين مسبق ودون التكوين المستمر. والاكتظاظ الخانق. والبرامج والمناهج التي مر عليها عقدين من الزمن.

 والتنظيم الإداري المعتمد منذ ستينات القرن الماضي. خذ أستاذا من القسم او مفتشا مباشرة ليصبح مديرا او رئيس قسم بالمديرية او الأكاديمية.

  الهذر المدرسي بنسب عالية في كل المراحل. سوء أخلاق المتعلمين واستهتارهم بالأستاذ الذي هو العمود الفقري في العملية التعليمية . وهلم جر من المشاكل.

 

أم أن ما يجري اليوم هو تذبير المرحلة بجعجعة إعلامية مساهمة في تراكم المشاكل وتجاوز المرحلة بسلام.

مجموع المشاهدات: 443 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة