لغة البحر وطقوس عوالمه...!!؟؟
يبقى للبحر جاذبيته ولغته وعوالم طقوسه الخاصة. والذي يفر إليه المرء بحثا له عن سكينة وراحة بال وطمأنينة.. و يجالسه الكاتب (ة) لتدوين حرفه ، أو قراءة كتاب من كتبه المصنفة وهو يعيش فصوله وأحداثه.. كما يعطي البحر وتلاطم موجاته العالية والمتوسطة على عتبات الصخر للقراءة طعمها الرومنسي والفريد.. قد لا يجده القاريء في أي مكان آخر. وخاصة لفئة خاصة من بني البشر؛ هي عاشقة ومولوعة بعالم البحر..!!؟؟
على صخر البحر تمضي اللحظات تجري، وتنتعش الذات.. وتتساقط الأفكارمن السماء ويهيم حامل القلم في إبداع وتسطير الكلمات ..البحر آية من آيات الرحمان..يعطينا صورة عن العظمة والقوة والتحدي.. ويعطينا أيضا صورة عن العالم الأزرق الجميل اللامنتهي.. ويعطينا صورة أخرى نعيشها عن كل راكب للأمواج لأي فصل من فصول الحياة ..!!؟؟
فمنا من يركبها للوصول إلى جنة الغرب قصد السياحة والتعرف على شعوب أخرى فوق هذه البسيطة لا تبعد عنا إلا بأميال قليلة ، شعوب راقية في عيشها ..راقية في احترامها للقانون..محترمة لحقوق شعوبها.. إنها شعوب تتنفس أوكسجين العدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية والمساواة بين مختلف شرائح مواطنيها مناصفة.. مؤخرا بدأت اسبانيا تعرف هجرة نوعية من جارتها في الجنوب. هناك قدوم أفواج كثيرة من السياح المغاربة صيفا بحثا لهم عن أماكن سياحية وأثرية وطبيعية بجارتهم في الشمال ..هناك بأراضي الأندلس المفقودة .. وبأثمان تفضيلية بعدما تأكدوا بأن في وطنهم الأم لا لغة تعلو فيه فوق لغة الغلاء خلال هذه العشر سنين العجاف دأبا ، بدء من قنينة ماء معدني الذي ثبت بأن سعره أغلى من ماهو في العالم بمرات مخجلة في بلد يعرف نسبة كبيرة من الفقر و الفقراء، ووصولا لليلة مبيت في أبخس فندق بمنطقة سياحية تعرف كثافة عالية من الزوار خلال شهر غشت..أما الوجبات الغذائية المصنفة والنوعية فلا يقربها إلا من يملكون القناطر المقنطرة من الذهب في أجمل وطن بالعالم ..وكل شيء وضعت عليه يدك ارفعها وأدخلها في جيبك..مظلات..كراسي..مآرب السيارات..وهلم جرا.
وهناك فئة أخرى من راكبي الأمواج ..هم فئة تبحث لها عن حياة سعيدة ، تحلم بها منذ الصغر.. وكبر الحلم مع التقدم في السن لكن الواقع لا يبشر بالخير..فركبوا مراكب أموج الموت. فمنهم من ابتلعه البحر ورماه على شاطيء باسم مجهول.. وقليل منهم من وصل للضفة الأخرى.. !!؟؟
ومنهم من يجد في أمواجه مكانا للصيد بالقصبة والعيش معها لحظات تركيز طويل ، ويتعلم العناد والصبر ويكسب لغة التحدي وانتظارأي سمكة قد تمسك بالطعم كي يجعل من نفسه بطلا بل صيادا متمرسا.. لا يعود للبيت بسلته الخاوية على عروشها ويمسي نكثة وأضحوكة بين الأسرة والأصدقاء والجيران..!!؟؟
ومنهم أثرياء وأغنياء هذا الزمان ..أولئك يلجون البحر وهم يختلفون كليا على باقي البشر.. يجوبون عوالمه بأغلى عدة وزاد.. يسابقون أمواجه بسفينة فريدة من نوعها أو يخت باهض الثمن.. ويتريضون بدراجاتهم المائية فوق سطح أمواجه العالية .. ويستنشقون هواءه العليل النقي.. ويأكلون طعامه اللذيذ ..ويقضون أسعد لحظاتهم بين زرقتين ، زرقة ماء البحر ولون السماء..ولا يفكرون أبدا في الموت لما يحيط بهم من متاع و نعيم دنيويين لا يعد ولا يحصى...!!؟؟
ذاك هو البحر وعالم طقوسه، وكل واحد منا يقصده لجاجة في نفسه..ويبقى البحر آية من آيات الله عز وجل فوق هذه الأرض..!!؟؟
عدد التعليقات (1 تعليق)
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟