الرئيسية | أقلام حرة | الطلبة..السعاية..الصدقة..النوال..!! كلها كلمات لاتخرج عن قاموس الفقر والفقراء

الطلبة..السعاية..الصدقة..النوال..!! كلها كلمات لاتخرج عن قاموس الفقر والفقراء

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الطلبة..السعاية..الصدقة..النوال..!! كلها كلمات لاتخرج عن قاموس الفقر والفقراء
 

ما أصعب أن يعيش الإنسان الفقر بأيامه المظلمة الطويلة جدا وهو يتذوق مرارته من جوع ..وسغب.. ومخمصة..وطوى..وغرث ..

 

إنه الجوع الذي يجعل الأمعاء خاوية تغرغر على عروشها ..وقد لا يجد الجائع بما يسكتها، ويسد به رمقه أوبما يطفيء به عطشه هو الآخر الذي انضاف إلى معاناة وأوجاع كل منتسب لعالم الفقر والفقراء إذ صار العطش هو الآخر يهدد كثيرا من القبائل بالقرى النائية او بوسط الفيافي والجبال الوعرة.. وهناك من سماها بثورة العطش ..!!؟؟

 

لله ؛ كم يتألم المسلم لأخيه المسلم الجائع الفقير سواء كان جاره أو صاحبه أو قريبه أو أي إنسان آخر يعرفه حق المعرفة لقصر عيشه ، ويعرف حاله وحاجته وإملاقه ومع ذلك كله، فهولا يطلب الناس إلحافا .. ولا يقدرأن يفعل له أي شيء يذكر ما عدا مده بثياب رثة بالية مستعملة أو بعض الدريهمات القليلة اوخروف عيد قد يخلق للأطفال الصغار أجواء وفرحة العيد المفقودة ، لكنه قهر الزمان وغُلْبُهُ الفضيع ومتطلبات الحياة الصعبة من أكل وشرب ومسكن ودواء وتعليم إن استطاع إليه سبيلا في هذا الزمان الذي تحولت القطاعات الاجتماعية إلى شبه عمومية وغاب تكافل الدولة الذي عشناه في زماننا ..فكم من إنسان غلبه الزمان وغلبه الشيطان اللعين هو الآخر وأقدم على أكبر الكبائر لحظة خروجه من عالمه الدنيوي للآخرة ،وقتل روحه العزيزة قتلا فضيعا (بنفسه ) التي لا يملك أمرها بل هي أمانة في عنقه من الرحمان ، حتى حين ينزل ملك الموت لإرجاعها لمقرها، فإما يزكيها و يطهرها بالأعمال الصالحة او يهملها ويوثر على نفسه مالذ وطاب من متاع الحياة الدنيا حلاله مع حرامه ولا يحسب خطواته بدقة وساعاته المعدودة فوق هذا الكوكب وقد لا يأتيه الرحيل إلا بغتة..!!؟؟

 

الفقراء والمساكين واليتامى والضعفاء والمحتاجين ...وما أكثرهم بيننا في هذا الوطن ، ولنا في التقارير الخارجية التي عادة ما تنزل على رؤوسنا جميعا كي توقظنا من سباتنا وتعرف وتعري بحقيقة أمرنا وما يعيشه بيننا من لا يجد في بيته قشرة خبز وإبريق شاي يتقاسمه مع أولاده الصغار وذلك أضعف غذاء على كل حال..!!

 

لكن في هذا الزمان الغريب والعجيب ، نجد أن هناك من يضايق هؤلاء الفقراء والمساكين والمحتاجين في النوال والعطاء وطلب الصدقة، ويفتعل الأكاذيب والزور والبهتان والتضليل و يسلك سبل الشيطان اللعين كي يجمع له المال الكثير ويبني ويشيد ويركب حتى السيارات الفخمة..ومنهم الشباب والشيوخ والعجزة مناصفة. وأمسى هذا الفعل الشنيع الذي يزاولونه حرفة تدرعليهم رواتب شهرية دسمة بدون وظائف ولا كد ولا عمل ولا وجع دماغ..المهم لا بد أن يحفظ الممتهن للتسول و " الطلبة " حيلا وقاموس لعالم الطلبة الذي ينزل الرحمة في قلوب العباد..وعند البعض من هذه الفئة من يذهب إلى حد إحراج الناس كي يمدوه بما ليس عنده كي يعيش ويشتري له ما يأكله لكن الحقيقة غير ذلك، والأمر صار مستفحلا بالمدن الكبرى والمتوسطة خاصة في الشوارع الرئيسية منها وأمام المخبزات وشبابيك البنوك وأمام المساجد، أي أنك تجدهم يختارون سوى الأماكن التي تعطي فيها رائحة لا يشمها إلا هؤلاء البشر الذين يعيشون بهذه الطريقة الفجة والقبيحة على حساب الآخرين ..وكم لنا من حكاية وحكاية بأكثر من مدينة مغربية وخاصة المدن السياحية والاستراتيجية التي يكثر فيها الرواج وتتناقل أخبارها المواقع ومنصات التواصل الاجتماعي ومنها ما هو قديم أو حديث الوقوع.. !!؟؟

 

نعم هؤلاء جبلوا على امتهان" السعاية والطلبة " كما نسميها بمغربيتنا كي نعطيها مدلولها الحقيقي..ولعل هؤلاء قد ماتوا ومات ضميرهم وتحولوا في أبشع صورة إنسانية لما يمثلون من أدوار قبيحة وتمثيليات وسكيتشات على المغاربة بجميع أصنافهم ومراكزهم، كي يحصلوا لهم على الصدقة سواء ادعاؤهم بالأمراض المزمنة أو بمصاحبتهم لأطفال صغار يجسدون اليتم أو الفقر والحاجة .. حملهم لورقة دواء قديمة هم في حاجة لثمنها ..إيقاف زبون أو زبونة بدقة واستمالته (ها) بكذا حجاية من الحجايات ..مقطع بخوك الكار..باغين نديرو عملية وكالجمعو لواحد سيد عندو كونسير الله ينجينا وينجيك من المرض أخويا...

 

امرأة عداها ليتامى مسكينة معدهاش باش تشري الدوا..رجل ميت بغينا باش نعيوه. بغينا نشريو بهيمة ديال لعيد لواحد المسكين وهلم جرا..!!؟؟

 

 

لكن كل ذلك يعتبر من المظاهر الاجتماعية الفاسدة التي تنخر البيئة الاجتماعية في غياب محاربة الفقر و "السعاية " بشكل بنيوي واقتلاعه من جذوره وبؤره الحقيقية، وتحقيق التوازن الاجتماعي المطلوب بين الطبقات المجتمعية ككل من خلال تقسيم عادل للثروة بهذا الوطن و التفكير الجدي في عقد اجتماعي جديد ووضع استراتيجيات بعيدة المدى مُوَاكِبة للعصر الحديث لتنظيف المجتمع من كل هذه الشوائب التي تضر الجميع .. ولن يتأتى ذلك إلا بتغيير العقليات والنخب السياسية الحالية ، ليواكب معها تغيير عميق في السياسات المتبعة في تدبير حياة الناس .. ولن يتأتى ذلك إلا عن طريق توافقات وتنازلات اقتصادية وسياسية نراها بعيدة المنال في الحاضر وعلى المدى المتوسط...!!!؟؟

مجموع المشاهدات: 547 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة