الرئيسية | أقلام حرة | إلى السيد "نبيل" الذي لا حظ له من النُّبل

إلى السيد "نبيل" الذي لا حظ له من النُّبل

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إلى السيد "نبيل" الذي لا حظ له من النُّبل
 

لا تحية ولا سلام؛ لا تقدير ولا احترام

أما بعد، فقد تعمدت، أيها الرفيق "البنكيراني"، أن أستهل رسالتي هذه بأسلوب غير معهود في ما سبق أن بعثت من رسائل إلى جهات أو شخصيات سياسية أو عمومية، سواء كانت رسائل احتجاج أو انتقاد أو غير ذلك.  

لقد شاءت الصدفة (وتتمثل في الدخول إلى مجموعة "المصالحة" في "الواتساب"؛ وهي مجموعة كانت تحمل من قبل اسم "المجلس الوطني") أن أطلع، من خلال ما نشره أحد المواقع الإليكترونية (موقع "أخبارنا")، على ما فُهت به من كلام غير لائق في حق حزب الشهداء والمناضلات والمناضلين الذين واجهوا الاستبداد بصمود عز نظيره، وقدموا تضحيات جسام خلال سنوات الجمر والرصاص (أنصحك، أيها الجاهل المغرور، أن تطلع على تقارير هيئة الإنصاف والمصالحة، إن كنت لم تطلع عليها بعد) من أجل أن تنعم البلاد بالحرية والديمقراطية. ففي تلك الفترة، كان الانتهازيون والجبناء أمثالك لا يفتحون أفواههم إلا عند طبيب الأسنان.

 أما حين انتصر المنطق التاريخي، فتم الاستنجاد بحزب القوات الشعبية، سنة 1998، لإنقاذ البلاد من السكتة القلبية، فإن حزبنا لم يكن ليدخل التجربة بدون مشاركة من يعتبرهم حلفاءه الطبيعيين (أحزاب الكتلة الديمقراطية). فذلك لم يكن ممكنا، سواء من الناحية السياسية أو الأخلاقية أو الموضعية.  

وحين تم التخلي عن المنهجية الديمقراطية سنة 2002، أصبح الطريق سالكا  أما انتهازي من طينتك، فتوليت وزارة الاتصال والناطق الرسمي باسم حكومة جطو (2002-2007)، ثم السفارة بإيطاليا، خلال حكومة عباس الفاسي، لمدة لم تتعد ثلاثة أشهر لأسباب لا داعي لذكرها، قبل أن تركب سفينة الحكومة من جديد مع رئيسها السابق غير المأسوف عليه، عبد الإله بنكيران، لتنزل منها مذموما مخذولا مدحورا مع أول تفعيل لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. 

أيها السيد، لو كنت مناضلا يساريا أصيلا، وليس مجرد منتهز للفرص، لما تجرأت على حزب تعرف جيدا  أن فضله عليك كان كبيرا. ولو كنت قياديا حقيقيا لتجنبت أن تسيء إلى حزب له تاريخ حافل، تنظيرا وممارسة، جماهيريا وتمثيليا، نضاليا وتنظيميا؛ ودوره في صناعة تاريخ المغرب الحديث، لا ينكره إلا جاهل أو جاحد؛ ومكانته الرمزية لا تضاهى. فقد فشلت كل المحاولات للنيل منها. 

 ولو كنت تتمتع بأخلاق سياسية، وتتمثل حقا وحقيقة قم اليسار، لما تهجمت على حزب، أثبتت التجربة أن أبسط أطره يفوقونك علما ومعرفة، كفاءة وحنكة، شجاعة وجرأة حين يكون للشجاعة معنى وتكون هذه الشجاعة مطلوبة. 

هل أذكرك، أيها "الزعيم" غير المحترم، بالكلمة التي ألقتها الكتابة الإقليمية لحزبنا بمكناس في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الفرع الإقليمي لحزبكم، و"الربيع العربي" يومها في بداياته، فقُلتَ - في ختام الجلسة الافتتاحية، ردا على تحليلها الذي لم يتقاسم الخطاب المطمئن السائد في تلك الجلسة، مفاده أن المغرب بعيد، كل البعد، عما وقع في تونس وما يقع في مصر- بأن كل ربط بين ما يقع في المحيط المغاربي والعربي، هو ربط هش ويتصف بالضحالة والسطحية؟

ألم تثبت الأحداث والتطورات أن الضحالة والسطحية هي التي اتصف بها خطابك وتحليك؟ ألم يكن الربط الذي قامت به الكتابة الإقليمية لحزبنا صائبا ومحقا؟ أليس تحليلك هو الذي كان هشا وسطحيا؟  

أنا، هنا،  أتحدث عنك، ولا أتحدث عن حزب التقدم والاشتراكية، ما دام موقفك لا يلزم حزبك، في ما أعتقد. ولن أسمح لنفسي، والحالة هذه، بأن أسيء إلى حزب تاريخي يستحق الاحترام، لكونه حافظ على وجوده رغم المحن والصعوبات. أما وضعه الحالي والمستقبلي، فذلك شأن مناضلي الحزب وأطره، وإن كنت أتأسف لما لحقه من  تمييع على يديك.

لن أسألك، أيها "الحاج" الرسمي(أي أن حجك تم على حساب المال العام)، عن سر عدائك لحزب "الوردة" حتى تصفه بالحزب البئيس؛ والحال أن البئيس الحقيقي، هو أنت؛ ذلك أن  خطابك يفضح بؤسك السياسي والأخلاقي.   

وإذا وضعنا في الاعتبار السياق الذي تم فيه التعبير عن هذا العداء، ندرك أنك لم تعد تلميذا للمرحوم علي يعتة، وإنما تلميذا لبنكيران. لقد تهجمت، كما يفعل بنكيران، على حزب "الوردة" في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر شبيبة حزبك. فياله من درس تقدمه لهذه الشبيبة !!! فبدل أن يتعلموا منك  احترام الآخر وتثمين القيم المشتركة وقبول الاختلاف، وكذا التمييز بين الاختلافات الجوهرية والاختلافات الثانوية، تشحنهم وتلقنهم كيف يتهجمون، لا أقول على خصم، فالاتحاد ليس خصما للتقدم والاشتراكية، وإنما على حزب، كان يتوجب عليك أن تحترمه، لا أن تناصبه  العداء.  

لذلك، لا أرى أنك تصلح أن تكون قدوة، لا للشباب ولا لغير الشباب؛ أو لنقل إنك تقدم، على طريقة بنكيران، نموذجا لقدوة فاسدة. ولن يذهب هذا الشباب بعيدا، سياسيا ومهنيا، إن تشبع بأخلاقك غير النبيلة.

لا أخفيك أن أفكارا كثيرة تراودني فيما يخص أسباب عدائك للاتحاد الاشتراكي، خاصة وأن تهجمك جاء بعد إطلاق الاتحاد لمبادرة الانفتاح والمصالحة والإعلان عن التحضير لتخليد الذكرى الستين (60) لتأسيسه؛ أضف إلى ذلك ما يعتمل في الساحة السياسية من تكهنات حول التعديل الحكومي المرتقب، الخ. لكني، لن أشغل بالي بالخوض في هذه الأفكار وهذه التكهنات. 

 

وإذ أعتذر للقراء على ما يمكن أن يعتبره البعض عنفا لفظيا أو قسوة في حق الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أختم بالقول: نبيل ليس اسما على مسمى.

 
مجموع المشاهدات: 441 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة