الإفلاس

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الإفلاس
 

الحديث عن الفساد المالي و الإداري في أجمل بلد في العالم حديث له شجون ، و المُتأمل في أخباره المتكررة و المتنوعة و المدقق في تقارير المجلس الأعلى للحسابات لا يملك إلا أن يقف مشدوها أمام حجم الظاهرة و تغلغلها في جميع المؤسسات لدرجة أنها أصبحت نوعا من الحذق و الذكاء لدرجة أنني لن أستغرب أن ممارسيها يتباهون فيما بينم و يتنافسون في ابتكار طرق الإختلاس ليكون الخاسر الأكبر هو الوطن .

 

لن أختص بكلامي قطاعا معينا أو شخصا معينا لكن الأرقام صادمة و الأدهى من ذلك و الأمر أن مجالس محلية و إقليمية منتخبة و مسؤولين من المفروض أنهم جاؤوا عن طريق صناديق الإقتراع متورطون في فساد مالي و إداري، فكيف لمتتبع هذه الأخبار أن يقتنع بضرورة التصويت ما دام ليس في القنافد أملس. صفقات مشبوهة ، تفويتات غير قانونية، أراضي توزع بغير وجه حق ، مكاتب دراسات تفوز بمشاريع بمليارات الدراهم ، مشاريع ينفخ في فواتيرها ، مقتنيات تُشترى بضعف ثمنها ...أوجه من بين أخرى لتسيب مالي لا حصر، له فأين الرقيب و أين الحسيب .

 

أموال تهدر إما في مشاريع فاشلة أو في مخططات لا نفع من ورائها و لا أثر لها على معيشة المواطن .

 

لكم أن تتخيلوا أن آخر تقرير للمجلس الأعلى للحسابات حمل من السوداوية ما يستوجب على الحكومة و البرلمان أن يقدموا استقالتهم ، بل لو كانت لديهم ذرة ضمير لقدموا أنفسهم للمقصلة، فرغم كل محاولات التجميل و التلوين لمخططات فاشلة ( أخضر، أزرق...) غير أن السواد هو ما جاء به تقرير جطو الذي كشف سوء تدبير و تبديد للأموال في الكثير من القطاعات الحكومية .

 

لكم أن تتخيلو أن الصورة جد مرعبة، إذ لم يسلم أي قطاع من سرطان الفساد الكل يبحث كيف يحلب الضرع، كيف يحصد الملايير و كيف يصبح غنيا في عشرة أيام و بدون معلم .

 

سرقات تثير الضحك و الإشمئزاز في آن ذُكرت في التقرير :

- وزارة التجهيز تقتني USB ب 720 درهما.

-عشاء بجماعة الشاطىء الأبيض بكلميم يكلف 55 مليون سنتيم.

-طلبة يحصلون على نقط بدون امتحان بكلية الحقوق بسلا.

- دراسات وهمية بوزارة الوظيفة العمومية تلتهم الملايير.

- رؤساء جماعات فقيرة يقتنون هواتف و سيارات فارهة .

فيض من غيض لكثير من الإختلالات وقف عليها التقرير ، ألهذا الحد وصل بنا الإفلاس الأخلاقي .

 

 

لكم أن تتخيلوا أن الصورة جد مرعبة لأن من المسؤولين من همه الإغتناء السريع حتى لو مارس الدعارة السياسية و غير لونه الحزبي ، حنى لو أكل المال الحرام لا يهم، المهم هو المنصب و كرامات المنصب و ليذهب الوطن إلى الجحيم .

مجموع المشاهدات: 382 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة