محمد رواسي
منطقة بولمان الواقعة في جبال الأطلس والمطلة على سهل سايس بها ما يقارب 70 الف نسمة معروفة بقساوة طقسها ومسالكها الوعرة. زائر دوار مجينيبة لا يكاد يصدق ان يكون منها اللاعب الخلوق أولحاج بنادي الرجاء البيضاوي وصاحب العقل الخارق لحسن أولحاج والتلميذة النجيبة مريم أمجون المتربعة على عرش الكتاب العربي. تطوي صفحاته طيا ثم تنشرها نشرا لتستقر معانيه في ذهنها. معتبرة ان الكتاب هو طبيب العقول يداويها من سقم الجهل وينير الطريق للحيران ويؤنس القنطان.
هذه المنطقة التي بها أربعة مدن صغيرة. كيكو وبولمان وميسور التي هي من يسر أهلها المعروفة قديما بالتجارة وأوطاط الحاج الأرض السهلة المطية. عبارة عن منطقة منسية. حتى أن أهلها يتساءلون هل استقل المغرب عن المستعمر الفرنسي أم لا.
المستعمر الفرنسي التي كانت هذه المناطق شوكة في حلقه برجالاتها وأبطالها وعلمائها.
زرت مدينة بني تادجيت على امتداد المنطقة جنوبا وقرأت مذكرات أحد فقهائها. كيف كان ينسق بين المجاهدين ويمدهم بشحنات إيمانية لرفع معناوياتهم القتالية ويمدهم بفتاوى ودروس تقوي من عزيمتهم وتذكرهم بأمجاد البطولات الجهاديةللصحابة والمجاهدين على امتداد الجغرافية والزمن.
أهل هذه المناطق لم يستسلموا تحت وابل الرصاص والقصف الجوي والبري ولم يركنوا لإغراءات مال المستعمر وجاه وسلطان من حاباه. والحقوا به هزائم جعلته يعيد حساباته في إطالة بقائه هناك. وفضلوا نيل الشهادة والنصر لينعم البلد باستقلاله.
هذه المناطق يعيش أهلها اليوم في زمن قبل زمنهم يعيش سكانها التهميش والإهمال ويعيش أهلها الفقر والحرمان وتزداد معاناتهم بحلول فصل الشتاء حيث البرد القارس يغطي الجبال والوديان ثلجا يشع لونه الأبيض في كل مكان.لا طائر يطير ولا حشرة تسير كل شيئ يتجمد. عزاء أهلها في البلوط إذا تركته القردة.
