عبد اللطيف مجدوب
راهنية الأنترنيت بالمغرب
ظاهرة التأفف والشكوى من رداءة الأنترنيت أخذت ؛ منذ أشهر ؛ تتعاظم لدى الزبناء مستعملي شبكات اتصلات المغرب ، في شكل بطء الاتصال أو تقطع في مشاهدة الصور ومقاطع الفيديو .. أو مشاهدة الأشرطة إن لم تكن الولوج إلى المعلومة .
وفي معرض استفساراتهم واحتجاجاتهم لدى الوكالات المحلية لاتصالات المغرب ؛ تستنفر هذه الأخيرة مستخدميها لنبش الأسلاك وإعادة ترقيعها مقابل بقشيش ، لكن ما أن يحل الليل وينصرف الزبناء إلى أجهزتهم الإلكترونية ؛ حواسيب/ألواح/تلفزات رقمية/هواتف .. حتى تعود للويفي WIFI وعكته الصحية أو بالأحرى يستيقظ بداخله "فيروس التعطيل" والبطء والتقطعات والانتظارية ، مع ما يسببه هذا الفيروس من إزعاج وتأخير في ولوج الزبناء إلى خدماتهم .
الأرباح بالمليارات مقابل ماذا ؟!
غني عن البيان أن مجموعة اتصالات المغرب تجني من وراء خدماتها ، داخل المغرب وخارجه ، المليارات من الدراهم سنويا ، علاوة على هيمنتها على 99,5 % من إجمالي خدمة الأنترنيت الثابت ، وتزايد نسب زبنائها وشركائها سنة بعد أخرى . بيد أن السؤال الذي ما فتئ يقض مضجع الزبون المستهلك هو ما إذا كانت هذه الأرباح بالمليارات لا تسهم في تجويد خدماتها وتقوية شبكة الأنرنيت وتحسين الولوج إلى المعلومة ، فتعتبر ؛ حينها ومن الوجهة القانونية ؛ إجهازا على حقوق الزبون واستنزافا لجيبه !
ذرائع واهية بالجملة ..
مجموعة اتصالات المغرب ؛ في ردها على تأففات وشكاوى زبنائها ؛ دوما تسوق ذرائع واهية ؛ كأن "صبيب" الأنترنيت يعرف ؛ في ساعات الذروة ؛ ضغوطات أو أن الزبناء زاد استهلاكهم لمشاهدة أشرطة الفيديو ، أو اليوتوب YouTube .. أو أن " بعض حسابات الويفي تتعدد الجهات والأطراف المستعملة لها ، في المقاهي خاصة . لكن ؛ واتصالات المغرب تتحجج بهذه اللغة العقيمة ؛ ما ذنب الزبون المتعاقد الذي تمتص منه اتصالات المغرب أزيد من 9 مليارات سنويا كأرباح صافية ، في حين يظل صبيب الأنترنيت ADSL ضعيفا ، أو تتراجع قوته إلى 50% من العادي ، أي أقل من 1جيغابيت ، في عشرة أيام ، والحال أن متوسط عائدات اتصالات المغرب من كل زبون يصل إلى 6 دهـ كل ساعة .
