الرئيسية | أقلام حرة | إلى ماسك جمرة التربية الحارقة في يوم المدرسة العمومية الأسود

إلى ماسك جمرة التربية الحارقة في يوم المدرسة العمومية الأسود

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إلى ماسك جمرة التربية الحارقة في يوم المدرسة العمومية الأسود
 

وأنت تهم بمغادرة بيتك قاصدا مؤسستك التعليمية فكر كيف يمكنك العودة سالما دون أن تقتفي أثرك دعوى قضائية قد تزج بك في غياهب السجن، وتجعلك عرضة للأقاويل، ومصدرا للمزايدات التي لا تنتهي.

عِ جيدا أن المحاولة ترافقها المشاكل والتحديات والإكراهات، واعلم أنك، وأنت تبني درسك وتشيده على أسس متينة من البيداغوجيا و الديداكتيك، قد تسقط من بنائك الشاهق سقوطا مدويا، فتتلقفك صَقَرُ الادعاءات والافتراءات وتلقي بك في لهيبها المستعر، أو تتلقاك عقوبة حبسية بالأحضان، لتنقلك من قسمك المشيد إلى عالم المجرمين الذين صرت واحدا منهم في هنيهة زمنية فارقة لم تبق ولم تذر.

     وأنت تلقن المعارف والمهارات لتلاميذك إياك ثم إياك أن تصرخ أو تغضب، لأن هذا لم ينتبه، وذاك انشغل عن درسك بدردشة مع زميل رآها أنفع وأجدى من هرائك، وآخر صرخ أو صَفَّرَ أو حاكى حيوانه المفضل، ضع قطعة قطن سميكة في أذنك، وأغمض عينيك، وانصرف لحال درسك كأنك لم تسمع ولم تَرَ، بَلِّدْ عواطفك، واجعلها في وضع موت سريري حتى لا تجني عليك كما جنت على الذين من قبلك من آل التربية والتعليم، وإذا اشتكى إليك نجيب من نجبائك من فعل زملائه المشين، فإياك ثم إياك أن تبعث عاطفة النصرة من مرقدها، ذكره أن القبيلة وأدت كل فعل جميل، وأنك أنت، وهو، ومن نحا نحوكما، خطأ هذا الزمن الجسيم، أنتم المسوخ، ومن سواكم أصل الأصل، لأنهم وعوا بما يجب أن يفعلوا، فتسلحوا بالعبث ومشتقاته، في وقت بقيتم فيه أنتم أسيري ماضٍ مهجور ممجوج، ولم تستوعبوا رسالة الشاعر: هذا زمن القرود فاخضع لها.... وكن لها سامعا ومطيعا.

وأنت تهم بمغادرة قاعة الدرس إياك أن تفكر في تقويم إجمالي، إياك أن تسمح لنفسك بتقييم عملك، لا تفتح عليك أبواب جهنم، فليفحك سعيرها، وحينئذ لن يهب أحد إلى نجدتك حين تصدر نداء طلب الخلاص.

 

     إذا كنت ممن ينشدون السلامة فحول حصة الدرس إلى ضحك ونكت، واترك الحبل على الغارب، واطلق الوعود بجنة نقط في أعلى عليين لا تستثني أحدا، وبسنة دراسية ملؤها "النشاط"، لا ينغصها ولا يخرمها منغص من سؤال أو مراقبة أو تتبع لإنجاز تربوي.

     هذه نصيحتي لك أيها المدرس، فخذها إن كنت بلا ضمير، أما إن استعصمت، وحال بينك وبينها حاجز الضمير المهني الحي، فانتظر الساعة، وإنا معك من المنتظرين.

     وسلام على منظومة نعتقد أنها تغرق في بحر الظلمات، ونرى أنفسنا معها من الغارقين.

 

 

 

مجموع المشاهدات: 1652 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | أستاذ
لا فض فوك
هذه الفكرة السائدة عند الغالبية الكبيرة للأساتذة وهو قرار لا رجعة فيه بعدما رأوا بأعينهم ما تعرض له الأستاذ بوجمعة من ظلم وتعسف وجحود.
مقبول مرفوض
0
2020/01/28 - 12:19
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة