الرئيسية | أقلام حرة | تــْـلـوح "شوينــڭـوم" على الأرض: 1000 درهم خـْـطيية!

تــْـلـوح "شوينــڭـوم" على الأرض: 1000 درهم خـْـطيية!

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
تــْـلـوح "شوينــڭـوم" على الأرض: 1000 درهم خـْـطيية!
 

دابا الحمد لله ما كاينش اللي ما عندوش 1000 درهم أو يمكن ليه إخلــّـص الخطيية إيلا وســّـخ، عـفــّـن الفضاء العام بزبلو، بحماقو، إيلا كونتي فى دارك سادّ عليك الباب، شوغلك هاداك، عمل اللي بغيتي، ولاكن غير تخرج كون مثالي أو خلــّـي الوسط اللي كتعيش فيه نظيف باش إقوموا أولادك أو أولاد أولادك بنسف المهمة، ما كتبقاش فى الهضرة: "النظافة من الإيمان"، لا! ورّيني حـنــّـة يدّيك أو خطيني من الشفوي، بغيت نشوف "العملي"، الملموس، أمـّـا الكلام المسـّـوس، بقى فى الفمّ محـبوس، أو حتى إيلا خرج، خرج من الخيمة، مايل، منكوس.

 

واش هادوا اللي كيرميوْا الزبل فى الزنقة، فى الطريق، لا من شوينـڭوم، كاغيط، كلينيسكس، بوينـْـتا ديال الڭارو، بلاستيكات، قشرة ديال الزريعة، قراعي ديال البيرة، أكياس ديال الحليب أو المشتقات ديالو، ما عندهم ضمير، ما كيعرفوا شنو هي المسؤولية تجاه المجال الحيوي اللي متشاركين جميع؟ واش هادوا ما كيحســّـوش بأنهم كينتاميوْا للهاد المجتمع؟ واش النظافة غير مسؤولية شخصية محضة بـْـلا أي بُـعد أخلاقي، حضاري، مجتمعي؟ واش الزبل كيدخول غير فى ختصاصات الدولة، المجلس البلدي ولا ّ المنتخبين؟ واش من حقــنا نوســّـخوا، نندسـّـوا الوسط اللي كنعيشوا فيه لأنه كندفعوا الضرائب المباشرة، غير المباشرة أو الضريبة على الأزبال؟

 

غير باش إكون فى علمنا: حفظ سلامة الناس، الأمان أو الأمن العام جزء لا يتجزء من مسؤوليتنا جميع إيلا بغينا نعيشوا فى وسط نظيف، لا سياسيا، قتصاديا ولا ّ جتماعيا، أو الشعوب النظيفة، نظيفة اليد، الفكر أوالقلب، المتحضرة كتلقاها ديما كتسهر على النظافة الخارجية، يعني برّا بحال الداخلاني، بعبارات خرى: نسجام أو تماهي كبير مع الخطاب أو الأفعال، مع النظري أو التطبيقي، أو هاكدا كيمكن لينا نحكموا على هاد الحضارة أوْ لوخرى، أمــّـا نلوموا ديما غير الدولة "اللي ما دارت ليــيا والو"، "شنو درتي نتا بعدا للهاد الدولة، للهاد المجتمع"؟

 

الشعب المغربي هو المسؤول اللول على نظافة زناقيه، طرقانو، الدولة ما يمكن ليها غير تأطر، تسن قوانين باش تقلص من تفشي اللامسؤولية، تعفن الفضاء العام، أو إيلا قتضى الحال تغرّم اللي كيقوم بجرائم بيئية، كاين اللي غادي إقول: "حتى الدولة ما ضامناتش معانا، علاش ما نخرّبوش المرافق العمومية، نـعـفــّـنوها؟"، دور الدولة هي توفر البنية التحتية، المرافق العمومية، دور الشعب هو إحافظ عليها.

 

الشعوب المتقدمة، شعوب واعية، متحضرة، ما كتكولش البطيخ، الهندية، الدلاّح فى البلاجات أو تلوح القشور غير حداها ولوْ المجلس البلدي وفـّـر للهاد المخلوقات برامل كبارين فاين إحـطــّـوا الزبل ديالهم، أو حتى هاداك شوينـڭوم اللي كونتي كـتلعب بيه التــّـينيس فى الفوم، فينا هو المشكل إيلا كوّرتيه أو ردّيتيه للكاغـيطو حتى تلوحو فى بلاصتو؟ واش هاد الشي غادي يطـّـلب منك شي إنجاز ولا ّ جـهد كبير؟

 

أو هاد النماذج هوما المسؤولين اللوالى علاش المرفــّـحين كيهربوا منهم، منخارطين فى نوادي مكيفة، رقية، لأنه بكل بساطة إيلا ما عندك فلوس كتبقى برّا، يعني فى عفنك، إيوا نظـّـف حالتك، الدولة بعيدة كل البعد على هاد الشي، واش ما عندك عينين؟ ولوْ تكون مسحوق، محروم، ما عندكش: تنظيف البيئة، الوسط اللي كتعيش فيه، ماشي مكلف، غير نوض أو قول بسم الله، ما تـكـل ّ على حـدّ، نظف حومتك، جتاهد، كـدّ، هزّ كولا نهار كاغيط ولا ّ جوج، ميـڭـو، ساشية باش تكون قدوة للصغير أو للكبير، ما تمشي حتى تنخرط الحومة كولــّـها فى هاد العمل التطوعي، الشعوب الناجحة ما كتنتاظرش هبات ولاكن كتعوّل على دراعها، بحال المواطنين اللي وصلوا أو ضمنوا مستقبلهم، شحال من واحد عاش فى الخيرية، فى الميزيرية حتى رجع صاحب شركة ولا ّ رئيس الإدارة للشركة عملاقة.

 

كنحيي من هاد المنبر مدينة أصيلة أو أهلها المضيافين، الطيبين، مدينة نظيفة، مثالية، أو الفضل كيرجع للمـّـاليها أو المسؤولين المحليين، أو من اليوم فصاعدا ضروري نقوموا بتحفيز المدون بجوائز أو "لابيلات"، ملصقات، بشواهد كفاءة بحال: "مدينة، قرية نظيفة لسنة ...."، أو كل عامين ضروري تتويج غير مدينة وحدة باش تكون وثيرة المنافسة عالية، لأن المنافسة الشريفة هي بوحدها اللي غادي تضمن لينا الجودة.

 

اللي رمي الزبل فى الطريق ولا ّ فى الزنقة، ما شوّهش غير بحومتو، ولاكن حتى ببلادو اللي يمكن تلحقها أضرار كثيرة، لأن النظافة ضرورية إيلا بغيتي تكون محبوب أو مقبول، لا عند السياح المحليين لا عند الأجنبيين، مع الأسف كاينين شي وحدين من لحمنا أو دمنا كيلوحوا ولا ّ كيخلــّـيوْا الزبل قدام ديورهم ولا ّ حدا الحانوة حتى كيخورجوا فى الليل الطـوبـّـات اللي كيعملوا فيه حالة، ما نشوفوش غير شعوب خرى أو شنو كتاكول ولا ّ ما كتكولش، نقادّوا حالتنا هي اللولة عاد نحكموا على شعوب أوخرى.

 

الأسباب اللي مرتابطة برمي الزبل فى الطريق ولا ّ فى الزنقة كثيرة: العــڭـز، عدم المواطنة أو المسؤولية، أو أنا سوقي؟ الوسط اللي كنعيش فيه موسـّـخ، معـفــّـن أصلا ً، حتى الجار كيلوح الزبل حْدا داري، حدا موبـْـلي، أو نتا مالك؟ ما تزيدش فيه عاودتاني، وا غير كاغيط صغير ديال شوينــڭـوم! شنو دارت لييا بعدا هاد الدولة؟ كاين بعض الأنواع من الزبل اللي يمكن ليهم يتسبـّـبوا فى كوارث لا تحصى: قرعة ديال البيرة مهرّسة يمكن ليها تتقب الرويضة، من المحتمل يهرب منها اللي سايـڭ الطوموبيلة ولا ّ الموطور أو يدخول فى شي حدّ، إيلا كثر الزبل فى شي بلاصة كتكون بشيعة ما فيها ما يتشاف و كنربطوها بالجريمة الموصوفة، الأحياء المنبوذة، الميكروبات، التــّـيفوس ولا ّ الكوليرا.

 

 

من بعد التشخيص من الازم نخـمــّـموا كيفاش يمكن لينا نقلصوا من كمية الزبل فى الزناقي أو الطرقان: فى أول الأمر دورات تحسيسية بالأخص فى المدارس، فى سن مبكر، تحفيز عن طريق شهادات كفاءة، اللي شاف شي حاجة مليوحة إهزّها أو إحـطــّـها فى سلات القمامة ، تجريم رمي الزبل فى الفضاء العام أو ضروري تكون الغرامات مهمة، لأن "لا يلذغ المؤمن من جحر مرتين"، كاين فى بعض الدول المتقدمة: اللي لاح بوينتا ديال الــڭـارو على الأرض خصـّـو إخلــّـص 2500 درهم خطيية، أمـّـا فى سنغافورة يمكن ليه يدخول للحبس إيلا ما بغاش إتوب أو بدا غير كيلوّث فى البيئة، فى العش اللي ساكن فيه، لأن المجتمع اللي عايشين فيه كولــّـنا هو عشـّـنا، أو عش، محيط نظيف بمثابة النصّ فى الحياة.

مجموع المشاهدات: 1794 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | رد
يبدو أن السيد العلمي مراد يتبع من يريدون تدريس الدارجة عوض اللغة العربية ، فعلى طول وعرض مقاله لم يستطع كتابة ولو جملة واحدة بلغة الضاد .
مقبول مرفوض
0
2020/02/16 - 12:42
2 | عبدالغني
مقال رائع
شكرا الأستاذ د. مراد علمي الأديب الفذ والمثقف الملتزم، مقالات رائعة وموفقة كل مرة، كم من فكرة نيرة ومواضيع شتة، هذا ما يدل على اهتمامك الحثيث بمشاكل وطنك بغية الرقي به إلى ما هو أحسن، المزيد من العطاء والتألق، لغة مغربية جميلة، كم استمتعت دوما لما أقرأ مقالاتك الذكية، دوما نكن لك المودة والحنان، متتبع فقط
مقبول مرفوض
0
2020/02/19 - 04:44
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة