الرئيسية | أقلام حرة | إصلاح التعليم مفتاح تطوير المجتمع

إصلاح التعليم مفتاح تطوير المجتمع

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
إصلاح التعليم  مفتاح  تطوير المجتمع
 

 

ان نظامنا التعليمي لا زال دون مستوى الطموح ودون مستوى الإمكانات التي وف ت له ودون مستوى التحديات التي تواجهها بلادنا على كافة الأصعدة. ولاتزال مخرجات نظامنا التعليمي أضعف  من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل  التي تستطيع مواجهتها  من دون بناء نظام تعليمي متمكن وقادر على استيعاب جيل المستقبل بمنظومة من الاهداف الطموحة والبرامج المتكاملة والمناهج العصرية والممارسات التعليمية المبدعة والبيئة المدرسية الحاضنة  لكل ماهو جميل في ثقافتنا وتاريخنا وقيمنا. 

ان نظامنا التعليمي لايزال مكبلا بكم هائل من المخاوف والتدخلات زمن يمتلك الخبرة والدراسة وممن لا يمتلكها وممن يحشر أنفه في كل قضية او موضوع. 

بكل موضوعية،نحتاج إلى إعادة صياغة مفهوم  المدرسة.فالمدرسة ليست مجرد فصول دراسية ودروس وخصص وإنما هي مؤسسة تعليمية وتربوية يفترض أن تساهم بفعالية في تشكيل هوية التلميذ وشخصيته. ويتشرب من خلال برامجها ودروسه وأنشطتها القيم والسلوكيات الحسنة والمعارف. ويفترض أن يتخرج منها التلاميذ وقد أصبح أكثر نضجا واقدر على مواجهة تحديات الحياة ولديه من المهارات ما يمكنه من مواصلة تعليمه في مجالات العلوم المختلفة. 

ويحتاج تعليمنا  إلى أن نعيد هيبته ومكانته . فهناك عديد من مدارسنا تعاونت  تراخت في احترام وقت الدراسة وشجعت التلاميذ على الغياب دون مبرر  وعدم أداء ال واجبات وضعف المشاركة في الأنشطة. 

ويحتاج تعليمنا إلى إعادة صياغة الأنشطة والتعليمات المنظمة لقواعد و أجزائه التعليمية والإدارية. فمثلا،منظومتنا لا تزال غارقة بمهنة التعليم بسلسلة لا تنتهي من الإشكالات ابتداء من قبول الاستاذ بمدارس التكوين من دون معايير كافية للتأكد من صلاحيته للتعليم والتربية وكذلك توظيف أساتذة بالتعاقد دون تكوين متكامل  وفي المستوى المطلوب. 

وبخصوص المنهج الدراسي،فلا يزال الكتاب المدرسي لا يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ وكذلك الشعب الدراسية.اما عن طرق التدريس فلا تزال غارقة في التلقين وأسلوب المحاضرة هو المهيمن والغالب. 

ان اصلاح تعليمنا لن يخرج عن ثوابتسياسة التعليم  وهي توفير العدالة الاجتماعية والحفاظ على مجانية التعليم وتدعيم الوحدة الوطنية. ويتطلب اصلاح تعليمنا تحسين البيئة الإدارية في وزارة التربية والتعليم  وفي الأكاديميات والمديريات الاقليمية والمؤسسات التعليمية  ورفع كفاءة الأداء  وتفكيك المركزية  وتوفير بيئة تعليمية جاذبة  ممتعة وتوفير استخدام التقنيات الحديثة.

ان الوقت ليس في مصلحتنا لاضاعته في إعداد إستراتيجيات او دراسات.فالوضع يتطلب حلولا خلاقة طويلة المدى  بعيدا عن دهاليز المركزية والبيروقراطية. 

ان اصلاح تعليمنا ليس مسألة أموال  وإمكانات مادية بل هي مسألة استراتيجية متكاملة وشاملة تنطلق من المدرسة وإشراك نساء ورجال التعليم. ان كل هذه الخطوات هي المدخل السليم لإصلاح واقع التعليم باعتبارها قادرة على تقديم مخرجات نوعية  متميزة. 

ان مفاتيح اصلاح تعليمنا توجد من داخل  المنظومة التعليمية .ويعتبر أي منها مدخلا مناسبا للاصلاح مثل المناهج والامتحانات وتدريب الأساتذة والتوجيه والهدى الديداكتيكية  ةتمعين التعليم. 

 

وبحكم ان التعليم شأن مجتمعي بحت. الأسرة والمدرسة والتلاميذ والاستاذ والإدارة التربوية يمثلون حلقة متكاملة،ينبغي أن تتعامل مع بعضها البعض لانجاح المسيرة التعليمية  وتأسيس جيل مبدع وقادر على حمل المشغل وإكمال عملية البناء للبلاد .

مجموع المشاهدات: 469 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة