الرئيسية | أقلام حرة | "التّلفيقية" كسبب مُفْتعل للتّنوير المُفترض

"التّلفيقية" كسبب مُفْتعل للتّنوير المُفترض

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
"التّلفيقية" كسبب مُفْتعل  للتّنوير المُفترض
 

لربما أن إعادة طرح سؤال النهضة/مُشْكلية الصحوة العربية يُعيد إلى الأذهان نفس السؤال الذي راود مفكري النّهضة الأوائل...أو لنقل رواد الأصولية المُعلْمنة،بدءا من رفاعة الطهطاوي،قاسم أمين،دون أن ننتهي بحسين عبد الرازق،شبلي شميل وفرح أنطون وغيرهم،

 

الذين تأطر تفكيرهم العام بالإنتقائية و "التوفيقية" الإيجابية كنهج،قبل أن يُصار بانتقائيتهم هاته،نحو "التّلفيقية " كسبب إيجابي "مُفْتعل" من أسباب الإجتراح الفكري الضروري الذي مكنهم من دون مواربة،من تحويل علاقتهم بالغرب كمنظومة،من علاقة توتر،شكّ،وغلبة،إلى علاقة تثاقف مفتوحة أساسها استنباط واستجلاب عناصر وأسباب التقدم السياسي/الإقتصادي/

 

الثقافي وحتى التّقاني.

 

وليس الغاية ممّا ذكر إعادة تقويم رصيد رواد "النّهضة "،فهاذا ليس موضوعنا على كل حال،ولكن استعادة بعض محموله،على سبيل استحضار وتقويم رصيد ابنها الشرعي سياسيا على الأقل،مادام الآن هو الوحيد الحامل لهم ّتطوير فكرها التّنويري الليبيرالي:اليسار الديموقراطي؟؟. والحال فإننا نعني بهذا الأخير جميع الأحزاب،الفصائل والتيارات التي قامت على أنقاض واقع مابعد العام 2003(هو تاريخ احتلال العراق )واعتُبر قيامها هذا أو هي اعتبرته،استجابة عربية تاريخية لتحدي هذا الواقع.وهذا إن لم نقل-أيضا- اعتبرته انبعاثا

 

عربيا سيُؤرخ للأمة بداية عهد "تنميتها وتقدمها واستقلاليتها " ؟؟ وغير هذا مما شابه.

 

ولا يجب أن ننسى بهذا الصدد أن الدعوة إلى تفعيل أسس الإنبعاث الحضاري العربي تبلورت دائما، في سياق ارتهانها بمُعْطيات الصراع العربي الإسرائيلي والقضية والقضية الفلسطينية منه بالتخصيص. فهي كشعار،انْبَسطت في أعقاب النّكبة العام 48،مترافقة مع شعار استمرار "التحرير "،فيما هي انبسطت أيضا (ودائما كشعار) بعد النّكسة العام 67 ،مترافقة وشعار إزالة "آثار العدوان" ....وهكذا جرى (وباستمرار) توظيفها بنفس الشكل مع اختلاف بسيط في مضمون الشعار المرحلي،في باقي المحطات الأخرى الدّالة في الصراع المذكور:حرب أكتوبر73،مرورا بزيارة السادات للقدس العام 79 دون أن ننتهي بمحطة الإجتياح الإسرائيلي للبنان العام 82،ثم الغزو الأميركي للعراق العام 91.فاحتلاله فيما بعد.

 

 

الأهم في هذا إذن،أن نذكر أن اليسار العربي بلور مشروعه وأدار صراعه به،على ضوء الإشكال القومي بتفرعاته وإشكالياته أيضا. ولذلك،فلن يكون غريبا في هذا الصدد،أن فشل القومي إيذانا بفشل المشروع اليساري،وذلك على صُعد متعدِّدة.سنأتي عليها في مقال لاحق.

مجموع المشاهدات: 597 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة