الرئيسية | أقلام حرة | الإسلام وحدة واحدة شاملة1

الإسلام وحدة واحدة شاملة1

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الإسلام وحدة واحدة شاملة1
 

قبل الخوض في مفاصل الملف، أكرر للمرة كذا، وسأكرر أيضا لمرات، ما دام الداعي قائما، أن رأيي في ما أخوض فيه من "الإسلاميات" يُستنبط دائما وأبدا من الباب الكبير: "ما يُعلم من الدين بالضرورة"، وما ينبني على ذلك من استلزامات قاعدية مباشرة، بل ورائجة في التعاريف والتحديدات المتداولة شعبيا، بما لا يُشترط تخصصا لإثبات أو نفي، بل يمكن ذلك لأي مسلم..

نفتح إذن الملف الفرعي الثاني من الملف الأصلي "الإسلاميات".. وهو يتضمن ثلاثة مقالات طويلة نسبيا، يرجح أن يُنشر كل منها في أكثر من جزأين، حاولت أن أقدم فيها رؤية مركزة حول "مفهوم الإسلام" ومقتضيات الانتماء له، طبعا وفق الضابط المذكور أوله..

يحاول المقال الأول أن يبين -دائما وفق نفس التحديد- وحدة الإسلام من جهة، وشموليته من جهة أخرى، وأن كثرة التسميات وتشجيع الانتقائية ما هي إلا "محاولات تفجير من الداخل"، يقوم بها البعض قصدا، ويتلقفها الآخرون سذاجة وبلاهة وبلادة.. كما يتم التعريج فيه على وضعيات ومفاهيم من قبيل أولوية ومركزية العقيدة في الإسلام، والحاكمية وموقعها كمحرك أساسي في الصراع الحضاري.. وسيُنشر على أربع حلقات..

أما المقال الثاني، فهو يستطرد في محاولة المقاربة والمفارقة بين مصطلحي "المسلم" و"الإسلامي"، والبحث عن إمكانية التطابق أو التقابل بينهما، وتشريح الاصطلاحين، والبحث في المشاريع والأهداف المرتبطة بهما، للنظر هل هما مجرد ترف لغوي، أم هما ضرورة تمييزية مرحلية، لمحاولة استنتاج الموقف المطلوب تجاه المصطلح الوافد: "الإسلامي"..

وفي المقال الثالث نحاول التأمل في بعض "الصيغ" التي لا تُستعمل على وجه واحد، أحيانا بحسن نية، وأخرى بسوئها.. وأخص ثلاث مجالات، هي مفهوم "الأخلاق" وما طرأ عليه من "تمطيط" وتحوير و"مرْكزة"، ومفهوم "الوساطة بين العبد وربه"، وبعض مظاهر "اللبس العرفي" الذي يعتري مجالي الفرض والتطوع..

المقال الأول إذن يتعلق بـ"متعلقات" الإسلام بين الوحدة والتعدد والتجزيء والانتقائية.. والحال أنه في البدء كان الإسلام.. كان الإسلام واحدا وحيدا موحدا.. بل هو الأصل الأصيل لكل نسخ(Versions) الديانات السماوية الظرفية الفائتة(لمن أراد الاستزادة فليطالع مقدمة فقه السيرة للبوطي رحمه الله)..

أُحدث بعد ذلك "الإسلام الشيعي" و"الإسلام السني"..

مضت الأيام ليُبتكر الإسلام القُطري الذي يتعدد بتعدد الأنظمة المتناثرة في جغرافيا "الزنازين" المتشاكسة المتعاقبة في تاريخ هذا "السجن" المدبلج الكبير..

ومرت الأيام،، لنستفيق على "إسلامات": "إسلام ظاهر"، و"إسلام باطن"، و"إسلام صوفي"، و"إسلام تقليدي"، و"إسلام موروث"، و"إسلام كلاسيكي"، و"إسلام حديث"، و"إسلام منفتح"، و"إسلام معتدل"، و"إسلام متسامح"، و"إسلام وسطي"، و"إسلام متطرف"، و"إسلام متشدد"، و"إسلام ثوري"، و"إسلام دعوي"، و"إسلام حركي"، و"إسلام سياسي"، و"إسلام شمولي"... وإن كان لبعض هذه التسميات "ما يبررها" أحيانا، ما دامت تعبر فعلا عن فهم قاصر، للأسف هو المسيطر اليوم،، لذا سنُضطر لاستعمال بعضها في مقالات هذا الملف..

أسماء كثير منها ما هو إلا جوانب من الدين الذي لا يكتمل إلا باكتمالها، لكن المغرضين يصرون على تكريسها "أديانا قائمة"، أو "نسخا مستقلة للإسلام"، في إطار حروب المصطلحات المضللة التي يشنها الأعداء من الغرف المظلمة لمراكز البحوث..

ولهذا "التفريخ" أسباب ودوافع.. وهي وإن كانت كلها بخلفية سياسية، وناتجة عن الانحطاط والانهزامية، بتخطيط وتغلغل خارجي معادٍ وتواطؤ داخلي خائن، إلا منها ما تكفل العدو الخارجي بكل تفاصيله، ولا يتم في الداخل إلا الجزء المسنود من التنفيذ، وسنتعرض لبعضه في ما بعد، ومنها ما زرع العدو بذرتها ورحل، أو زرعها عن بعد، فنمت البذرة وفعلت فعالها، كما حدث مع "التعدد الشعبي" في انتقاء جوانب من الدين، واختزاله فيها، و"الديانة" بها،، كدين قائم، مستقل، مكتمل.. نتيجة، إضافة إلى الميل والهوى، التعلق بنصوص معينة، والاكتفاء بها، والاستنباط المباشر منها،، بشكل معزول،،، ولغير مختص..

 

يتبع..

 
مجموع المشاهدات: 9405 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة