الرئيسية | أقلام حرة | التجريب البيداغوجي في التعليم المغربي؟

التجريب البيداغوجي في التعليم المغربي؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
التجريب البيداغوجي في التعليم المغربي؟
 

" غير تخرج سنانك مشات الحصة "؟

 

هذه هي الجملة التي استرقتها أذناي، وأنا أغدو وأروح - أجهز لنشاط مواز، بحثا عن سبل التعاون والارتقاء بجودة التعلمات - وسط مدرسة مغربية، تتطلع للأفضل؛ غيرة واهتماما حقيقة ناصعة ساطعة لا يشوبها وهم ولا زيغ، نحو مصاف القطاعات الحيوية، والرموز التاريخية الضاربة في دماثة رجال المغرب وكفاح نسائه، على شاكلة " الزليج المغربي "؟

 

والأذن، لم تستوعب الجملة بعد، وتحتاج للاستفسار أكثر، فلما استفسرت فوجئت بالقول: أنا أستعمل" العصا لمن يعصى؟"

 

فعلا؛ نحن لم نستوعب بعد، كل المرجعيات البيداغوجية الحديثة، من معرفية وبنائية وسوسيوبنائية، إلى مداخلها من فارقية وخطإ ومشروع وتعاقد وإدماج و " لعب " وغيرها، بما فيها الآتية البارحة ك " TARL " التي تعني " التدريس حسب المستوى "؟

 

هي تساؤلات غير متناهية، في خضم هذا الميدان، الشبيه بالبحر، عميق ومتجدد، وفي أعماقه الدر كامن، وأشياء لا يخبر أسرارها ويعرف مفاتيحها سوى الكشاف السباح الماهر، الذي يحسن التجذيف بالمجذاف، عالم بقوالب البوصلة والفلك.. تماما كالمعلم، المربي، الأستاذ؛ فهو أب يجمع بين مهمات عدة، وأدوار متنوعة، فهو الطبيب، المنظر المطبق، المعالج، الاجتماعي، الفيلسوف، المهرج.. وغير ذلك مما يملِّكه زمام الأمور.

 

وإذا تأملنا يسيرا في عبارة " التجريب البيداغوجي " نجد ارتباطها بالعلوم الحقة المنبنية على تجربة المختبر، فما ينجح هنا قد ينجح هنا، بناء على..؟

 

 وفي تعليمنا الابتدائي أكثر من الثانوي بسلكيه؛ يصلح هذا التجريب، لأن الفاعل(ة) المباشر(ة) الأستاذ(ة) يتكلف - وفق مقاربة الأستاذ الكفيل - بمستوى دراسي واحد، ومنه يستطيع أن يراقب عن قرب عمل المتعلم(ة). ويخصص له بطاقة تتبع، عكس الثانوي الذي يسند فيه لكل أستاذ أكثر من مستوى وقسم، فتضعف إمكانية التجريب، سيما إن كان النسق العام للمحيط أكثر يأسا وتثبيطا.

 

وتجاوزا للهنات التي سردت، أقترح القيام بهذا الفعل:

 

 • التحفيز:

 

من منا لا يتذكر " لقطة تشجيع " في حياته، تلك التي فجرت من ينابيع موهبة، كما يوجد العكس!

 

التلميذ(ة) في حاجة نفسية وجدانية للتحفيز، حتى تتقوى معارفه، وتصقل مهاراته.. بل إن تلميذ(ة) الثانوي التأهيلي أكثر عشقا للهدايا التشجيعية، وأبلغ تأثيرا عليه، مقارنة مع تلميذ المستويات الأخرى، حين تقدم له قطعة من شكلاطة أو حلوى أو شيء آخر في إطار التعزيز والتحفيز، بمناسبة إجابته على سؤال أو تمرين أو تطبيق؛ ومرد ذلك، كونه ينظر إليها من بعدها الرمزي الذاتي، لا المادي فقط!

مجموع المشاهدات: 6648 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة