الرئيسية | أقلام حرة | الكرة المغربية ووحدة الشعوب العربية

الكرة المغربية ووحدة الشعوب العربية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الكرة المغربية ووحدة الشعوب العربية
 

أسودُ الأطلسِ الأبطالُ فازوا وكلَّ الحبِ والتقديرِ حازوا

 

وهذي الرايةُ الحمراءُ تعلو لها في عين رائيها امتيازُ

 

"مانع بن سعيد العتيبة"

- يفترض أن تسود أجواء المحبة والتآخي والتآزر بين الأقطار العربية حكومات وشعوبا، لما يجمع بينها من قواسم مشتركة عديدة أقلها الدين واللغة والحضارة والتاريخ والحاضر والمستقبل، ولما يقر في وعي ولا وعي المواطنين من المحيط إلى الخليج من أولوية بلورة معالم الحلم العربي والتطلع إلى العمل التنموي المشترك. والواقع لعبت المؤسسات العربية الرسمية (مؤسسة جامعة الدول العربية بشكل خاص) في حدود الإمكان، دورا لا يستهان به من أجل جمع الكلمة ورص الصفوف في أكثر من مناسبة أو تظاهرة رفيعة المستوى، ولعل القمة العربية التي أقيمت بالجزائر في مستهل شهر نونبر الماضي كانت بعنوان"ّلم شمل العرب"، سعت إلى ضمان قدر من "التصالح"، مما يعني من جملة ما يعني أن التفرقة والانقسام والشتات إلى آخر لائحة هذه المفردات الدالة على الضعف والهوان، هو ما يسم الجسم العربي الجريح، والمأمول هو العمل على تجاوز حالة الضياع واللامعنى نحو تجسيد الوحدة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .. بين الأقطار العربية المتعطشة لأي شكل من أشكال الاندماج و(العمل الصالح)! بيد أن جل هذه الفعاليات "الوحدوية" تنتهي بفشل تحت ضغط المصالح الضيقة والتنافس غير الودي، ونزعات المحاور والتبعية للأجنبي .. 

- وفي سياق المنافسة الرياضية الدولية التي تشهدها دولة قطر الشقيقة، المتمثلة في كأس العالم لكرة القدم، عادت الروح مجددا إلى الشعوب العربية، وبدت تلك اللحمة القوية والرباط المتين الذي يجعل من الأمة العربية جسدا واحدا، " إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". لقد تابع عشاق الرياضة بحماس منقطع النظير الأداء الإيجابي الذي سطرته المنتخبات العربية (السعودية والقطرية والتونسية والمغربية) بأحرف من ذهب، وهي تحاور أرقى المنتخبات العالمية. وفي الأثناء تمكن المنتخب المغربي إلى حدود اليوم من تحقيق إنجاز تاريخي غير مسبوق عربيا، أي الوصول إلى دور ربع نهائي هذه الكأس الغالية بعد أن تعادل أمام المنتخب الكرواتي وفاز على بلجيكا وكندا، وأقصى المنتخب الإسباني الذي كان مرشحا للفوز بالكأس، لخصوصية أدائه الفني المدهش. لكن الأهم من كل ذلك هو الكم الهائل من التعاطف والمساندة الاستثنائية للمنتخب المغربي، من قبل مختلف جماهير الكرة العالمية الأفريقية والأوروبية والأمريكية والآسيوية والأسترالية، ونخص بالذكر الجماهير العربية.

- لقد تابعت هذه الجماهير الرياضية مقابلات المنتخب المغربي بشغف بالغ وحدب صادق ومؤازرة عميقة، عكست مدى تعلق المواطنين العرب ببعضهم البعض وتراحمهم، وتطلعهم لكل ما يحمل ولو النزر اليسير من الفرح البريء والسعادة الروحية المؤقتة في انتظار ما هو أجدى، بل حتى في الجزائر أبى الجمهور الرياضي البعيد عن ألاعيب السياسة وحيل الدولة العسكرية، إلا أن يعبر بصدق عن محبته اللامتناهية ومساندته غير المشروطة للمنتخب المغربي الذي بصم على مساهمة غير مسبوقة نتيجة وأداء في هذا المحفل الرياضي العالمي، الذي احتضنته دولة قطر الشقيقة بكفاءة مهنية عالية الجودة والتميز. ونحن إذ نعبر عن سعادتنا الرحبة لانتصارات المنتخب المغربي العظيم، فإننا نقر بأنها أيضا وفي نفس المرتبة انتصارات عربية إفريقية عالمية، عسى أن تكون فأل خير على كل من وقف إلى جانب المملكة المغربية من أجل غد أفضل ومستقبل حافل بالنجاحات الفنية والسياسية والعلمية والتنموية، وما ذلك على الله بعزيز.

مجموع المشاهدات: 7886 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة