الرئيسية | أقلام حرة | الإعلام الجهوي بين التنظيم الذاتي والترافع من أجل قضايا الوطن

الإعلام الجهوي بين التنظيم الذاتي والترافع من أجل قضايا الوطن

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الإعلام الجهوي بين التنظيم الذاتي والترافع من أجل قضايا الوطن
 

تعرف الصحافة المغربية أوضاعا كارثية في ظل التحول الرقمي الذي أضحى خطراً على الصحافة، وجعلها في وضعية غير مسبوقة، لما يعرف هذا المجال من مشاكل وانشقاق بين الصحافة.

وفي هذا السياق، ترأس الصحفي محمد سعيد السوسي رئيس الجمعية المتوسطية للصحافة الرقمية بفندق دريم بتطوان يوم 26 ماي 2023 ندوة الملتقى الإعلامي الجهوي تحت شعار "الإعلام الجهوي بين التنظيم الذاتي والترافع لأجل قضايا الوطن"، وعرفت هذه الندوة مداخلات كل من نور الدين مفتاح رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، ونبيل دريوش كاتب وإعلامي وخبير في العلاقات المغربية الإسبانية، وعبد الله أبو عوض الحسيني كاتب وإعلامي وأستاذ التعليم العالي بجامعة عبد المالك السعدي ، وتخلل هذه الندوة مجموعة من النقاشات حول حال الصحافة المغربية وما وصلت إليه اليوم من وضعية كارثية، وكشف رئيس الفيدرالية للصحافة واقع الصحافة المغربية مبرزا بعض المشاكل من قبيل الانشقاقات التي يعرفها قطاع الصحافة، ساعيا لإعطاء حلول مناسبة لإنقاذها من الزوال، كما تم التطرق إلى الصحافة الرقمية؛ حيث أسهمت الثورة التكنولوجية في تأزيم هذا القطاع وتمييع الصحافة لدرجة أنها لا تعرف مصداقية تامةً، مما أثر سلبا على الصحافة؛ حيث أنه لا يوجد قانون يضبط الشق المتعلق بهذا الجانب من الأخبار على المواقع الإلكترونية، كما أن هذه المواقع الإلكترونية أدت إلى تغيير عادات القراءة التي أدت إلى حصول انقسام بين ناشري الصحف الذي يشكل حجرة عثرة لهذا القطاع ، كما تحدث نبيل دريوش عن الثورة الرقمية وأنها وفدت إلينا من الخارج، وسببت تعطيل المطابع والصحفيين، الشيء الذي أوجد لنا واقعاً اكثر هشاشة، وطرح إشكالية كيف نساهم بتأطير هذا المجال الجديد والارتقاء بالعمل الصحفي؟ كما أوضح في حديثه عن الجهوية المتقدمة أن المغرب إذا كان يريد السير في خطى الجهوية المتقدمة عليه أن يحرك هذه القوى الناعمة من أجل السير و النهوض بالإعلام الجهوي. وختم حديثه بالقول أن المغرب إذا أراد تقوية المشهد الاعلامي عليه أن ينظمه تنظيما اقتصاديا على مستوى الجهوي للخروج من الذاتية الى المأسسة .

وتناول الأكاديمي عبد الله أبو عوض في مداخلته حول الموضوع طرح سؤال حول واقع ومستقبل الصحافة المغربية ، مبرزا أن سؤال التنظيم الذاتي للصحافة يدعو الى المأسسة، كما تطرق الى توحيد الصحافة بالمغرب، التي يمكن أن لها وقع إيجابي على كثير من القضايا داخل المجتمع لكي لا تترك المجال للحكومة لشخصنة المواضيع وكبح جماح الصحافة بالمغرب، ثم إن الرهان على الاستقلال-في نظره- مبني على أهل الاختصاص، وأن المهني الحر عليه أن يمارس مجال عمله من أجل الدفاع عن قضايا الوطن، التي أضحت أكثر استهدافا من أي وقت مضى. وللدفاع عن مقومات الدولة ورموزها لابد أن يكون لنا إعلام مستقل وحر، من أجل الوصول الي تقنينه ليكون سلطة تستعمل للدفاع عن القضايا التي يعيشها المجتمع وصناعة الرأي الآخر، وأنه إذا كانت هناك رؤية إعلامية ستكون النتيجة مرضية لا محالة. وأنهى حديثه بقوله: إننا في تحد حقيقي من أجل النهوض بالإعلام، مضيفا أنه يجب أن تبتعد السياسة عن التنظيم الذاتي للإعلام.

وفي ختام هذه الندوة ، تم تكريم بعض الإعلاميين كعبد الحق بخات، والفقيد أبو بكر بنونة، وكان لهذه الندوة الافتتاحية وقع إيجابي لأنها تناولت أحد المواضيع المهمة، من قبيل دور الصحافة داخل المجتمع وكونها وسيلة فعالة للترافع عبرها عن قضايا الوطن .

 

مجموع المشاهدات: 4511 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة