الرئيسية | أقلام حرة | كارثة الزلزال ... كن فيكون

كارثة الزلزال ... كن فيكون

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كارثة الزلزال ... كن فيكون
 

سبحان الله العظيم إذا أراد أمرا أن يقول له "كن فيكون"، في لحظات وجيزة اختفت الدواوير والأحياء كأنها لم تكن من قبل، توفي أهلها تحت الأنقاض بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب مختلف مناطق وطننا، أما من بقي ونجا فر هنا وهناك خوفا وهلعا من شدة المشهد. صغار يبكون بلا أكل ولا شراب ولا فراش ولا غطاء، ورجال وشيوخ ونساء تندب وتتحسر وتطلب الإغاثة والعون والمعونة ويفترشون الأرض وينظرون إلى السماء لعلها تجود بالرحمة، وإلى مداخل الدواوير لعلها تجود بمن يساعدهم في محنتهم في ليلة عصيبة ستبقى راسخة في أذهان المغاربة. تحت الأنقاض اختفت جثث أبنائهم وأمهاتهم وازواجهم وأحبابهم. دقائق معدودة كانت كافية لتتحطم البنايات وتسقط المنازل حتى التي بنيت وهندس لها أصحابها سنوات، وصرفت عليها الأموال وزينت بمختلف الزخارف وأفضل الأشكال، وبقي الأثر والأطلال والأحجار والأبواب والنوافذ ...   

   عشنا رعبا وهولا لا مثيل، لحظات صعبة ومخيفة منذ بداية الزلزال، تزاحم الكل على أبواب الخروج إلى الشوارع وتركوا كل ما يملكون، يصرخون ويتحدثون ويندبون ويرددون السلامة السلامة ... ويطلبون العفو والمغفرة والنجاة، أزقة مليئة وتضامن بين الصغار والكبار في انتظار ما ستسفر عنه الساعات القادمة، يراقبون بيوتهم من بعيد متى ستتحرك أو ستسقط أو...، تآزر قل شبيهه في أزمنة أخرى. وهنا يجب على الجميع ان يأخذ العبرة ويتساءل مع نفسه: لماذا لا نذكر الله في الرخاء لكي يرانا في الشدة؟ 

   وطننا العزيز يعيش حاليا أزمة كبيرة يجب أن يتحد فيها الجميع، إخواننا وأخواتنا فقدوا عائلاتهم وأحبابهم وأموالهم وكل ما جمعوه سنوات، سماهم في وجوههم من أثر الحزن العميق، تراهم يبكون ويتحسرون، فلا رد لقضاء الله. حقا في ثواني اكتشف بنو ادم أنه ضعيف لا يساوي شيئا مهما كان منصبه، وكثر ماله وعال شأنه...، وتأكد أنه لا مفر من قدر الله ولا ملجأ الا الى الله تعالى. في هنيهة توقفت الحياة ورفعت الأيادي الى الخالق أن يلطف بنا.

   زلزال الحوز مركز الهزة درس وبرهان وعبرة لكل من عصا وجهل الطريق الصحيح، وأنه كراكب ومسافر سيصل في أية لحظة الى نقطة النهاية. كما أنه رسالة للمسؤولين للاهتمام بالمناطق الهشة وفتح العزلة عن سكان الجبال وتفقد أوضاعهم وتقديم الدعم؛ لأن ما لحظناه في بعض الدواوير المتضررة يبكي العين. كما أنها مناسبة لأطر التعليم والتكوين خلال هذا الموسم لزرع القيم الوطنية والإنسانية والتصالح مع الذات والواقع والرجوع إلى الله تعالى، فضلا عن جعل هذه الواقعة بداية جديدة للعمل أكثر على تطوير وتكوين كفاءات الغد من المهندسين والأطباء وفرق الإنقاذ ومدهم بمعدات العمل وتعويذهم على السرعة ...، وإحساس الصغير أنه رجل الغد ومسؤول المستقبل فلا تهاون في كل ما يهم الوطن والمواطن .

حداد على وطني --- إنا لله وإنا إليه راجعون.

مجموع المشاهدات: 12115 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة