وجدة تحتضن ندوة علمية حول مستجدات قانون المسطرة الجنائية 23.03

انقطاع فرامل حافلة للنقل الحضري بوجدة… اصطدام عنيف بسور إسمنتي ينقذ الركاب من فاجعة محققة

ميدلت.. الأطلس يرتدي حلته البيضاء ويحول الإقليم إلى لوحة طبيعية خلابة

في أول ظهور له.. دفاع “إسكوبار الصحراء”: موكلي ضحية وأطراف أخرى متورطة في الاتجار بالمخدرات!

الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب إسبانيا …سانشيز يستقبل عزيز أخنوش

لحظة وصول التيكتوكر "بنشقرون" على متن سيارة الدرك لمحكمة الاستئناف بطنجة

نزيل في مستشفى الشفاء

نزيل في مستشفى الشفاء

برعلا زكريا

عزيزي القارئ 

أدعوك للحظات أن تتخلص من كل المؤثرات الخارجية، وتطلق العنان لخيالك وتأملك، وتتقمص حال مصاب فلسطيني، نزيل بأحد مرافق مركب الشفاء بغزة،

وهو المستشفى الذي صار خاليا من المسكنات، والأكل، والماء ! 

 

 تحس بألم شديد في جسمك، وتسمع أصوات الصراخ من الآلام والآهات والأنين، فقدت أحبتك، وهاجر من استطاع في الساعات الأخيرة بسبب البطش والتقتيل الممنهج، مع إعلان شمال غزة منطقة عسكرية. 

لكنك لا زلت عالقا بمستشفى الشفاء، إصابتك تمنعك من الابتعاد عن المكان، رائحة الدم لا تفارق باحة الشم لديك، وبشكل لا إرادي يرتعد بدنك وتتسارع ضربات قلبك بعد كل غارة جوية قريبة، فتقول لنفسك أن الغارة المقبلة ستصيبك لا محالة، خصوصا أن القصف كثيف في باحات المستشفى وجواره مع تلميحات إسرائيلية باستهدافه في أية لحظة. 

 

صوت الرصاص وطنين الطائرات لا يتوقف. ورائحة البارود بكل الأرجاء. وتناثر الشظايا جراء القصف المتكرر كلها عوامل تصل بعقلك أو ما تبقى منه لمنطقة لم يصل إليها أحد من قبل، منطقة بين الواقع والخيال، تغفو عيناك من شدة التعب لثواني معدودة وتوهمك غريزة البقاء أن ما تمر به من محن ما هو إلا كابوس مخيف، لكن سرعان ما يقطع غفوتك صوت المدافع فيخيب ظنك عندما توقن أن ما يجري حقيقة مرة وتجربة تفوق قدرات البشر على التحمل.

 

تفكر في كل شيء وتحاول أن تجيب عن أسئلة حارقة أكثر من قنابل الفوسفور.. أين العرب ؟ أين العالم الإسلامي؟ أين الضمير الإنساني ؟ لماذا لا يتم فتح معبر رفح ؟ متى سيكتفي الإسرائيليون والأمريكيون من البطش؟ هل نحن دون البشر ؟ أي عالم هذا الذي نعيش فيه؟

 

مرارة الخذلان وألم الإصابة وغصة الظلم كلها عوامل لا يمكن أن تساعد على الاستشفاء بمستشفى الشفاء.

 

أحداث غزة والصور القادمة من هناك أشد قوة من كل أفلام هوليود مجتمعة بما فيها أفلام الرعب، الجميع بانتظار الموت بأبشع الطرق دون رحمة أو تعاطف، ودون مراعاة لمدني أو طفل أو امرأة أو مسن. لا ينقص ليكتمل المشهد سوى تقديم أشلاء الأطفال في أطباق ليأكلها نتنياهو ومعاونوه.

 

عزيزي القارئ لا شك أن إنسانيتك تجعلك تشعر بالحزن الشديد عندما تتصور معاناة نزلاء مستشفى الشفاء، أو المختطفين بسجون الاحتلال، أو المصابين، أو من تم تهجيرهم.

لكن هذا الإحساس الذي غمرك لا يقارن أمام ما يشعر به إخواننا في غزة من هول حرب الإبادة الجارية والتي تبيد معها ما تبقى من قيم عالمية وتكشف الوجه الحقيقي للغرب المتغطرس.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات