الرئيسية | أقلام حرة | تأملات وآراء في ظل تدبير وتكييف تنظيم السنة الدراسية

تأملات وآراء في ظل تدبير وتكييف تنظيم السنة الدراسية

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
تأملات وآراء في ظل تدبير وتكييف تنظيم السنة الدراسية
 

تقديم على سبيل التذكير :

 

كماهو معلوم عرف قطاع التعليم العمومي منذ بداية السنة الدراسية الحالية اضرابات متتالية لهيئة التدريس بجميع الأسلاك التعليمية من الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي .هذا الاضراب الذي أدى إلى ضياع وهدر مايناهز 10 أسابيع أو أكثر من الزمن المدرسي الذي كان من المفروض إنجازه لولا هذه التوقفات عن الدراسة . وهكذا وبعد سلسلة من الحوارات المتعددة بين وزارة التربية الوطنية وكل من له علاقة بهذا الملف بدأت ملامح الاستقرار تعود من جديد، مما أدى بالوزارة الوصية منذ بداية السنة الميلادية الحالية الجديدة الى اصدارمذكرة "بشأن تكييف تنظيم السنة الدراسية" رقم 001/24 بتاريخ 2 يناير 2024 أكدت من خلالها على مجموعة من الإجراءات والعمليات المتعلقة بتدبير الزمن المدرسي المهدور والمتبقي على مستوى تخطيط وتدبير و تقويم التعلمات وفق أجندة زمنية مكيفة ومحددة.

★1 - تدبير الزمن التعليمي المهدور في المؤسسات العمومية من خلال:

-تقليص المقررات الدراسية والاعتماد فقط على المواد الأساسية المعتمدة في الامتحانات الاشهادية الإقليمية

والجهوية والوطنية والتركيز على التعلمات والمهارات الأساسية بالنسبة لباقي المستويات الأخرى غير الاشهادية كما ورد في الوتيقة المرجعية بشأن تكييف البرامج الدراسية الصادرة بتاريخ 12 يناير 2024 والاكتفاء بفرض واحد للمراقبة المستمرة في جميع المواد خلال الدورة الأولي واعتماد فرض واحد بدلا من اثنين في بعض المواد إلى فرضين كحد أقصى بدلا من تلاتة أو أربعة فروض في مواد أخرى كما كان مقررا في السنوات الماضية في الدورة الثانية لهذه السنة .هذا بالإضافة إلى جدولة حصص أخرى استدراكية

 وداعمة كما ورد في المذكرة بشأن تكييف تنظيم السنة الدراسية رقم 001/24

ورغم أن هذه المذكرة الأخيرة موجهة إلى المنظومة التربوية ككل بشقيها العمومي والخصوصي كما يظهر من خلال العبارات التالية في أعلى المذكرة " إلى مديرات ومديري المؤسسات التعليمية-الاستاذات والأساتذة ، فإن الواقع يؤكد أنها موجهة إلى المؤسسات العمومية لأن التعليم الخصوصي يعرف استقرارا في تدبير الزمن التعليمي والمدرسي كما هو منظم في المقرر الوزاري لهذه السنة، سواء في وتيرة انجاز المقرارات أو في عمليات التقويم .وهذا ما يجعلنا نحن كفاعلين في التعليم الخصوصي سواء كمدبرين كل من موقعه (مؤسسون أومتصرفون-مديرون تربويون-أساتذة ) أن نفكر بشكل جماعي في كيفية تدبير مؤسساتنا الخصوصية انطلاقا من الواقع المادي والتربوي لكل مؤسسة وأن نترك المؤسسات العمومية تدبر زمنها المدرسي الضائع والمهدور والذي فرضته ظروفها الخاصة ونتمنى لها التوفيق والنجاح لما فيه مصلحة جزء كبير من بنات وأبناء هذا الوطن الذين يدرسون بهذه المؤسسات وأن يقدم كل فاعل في التعليم الخصوصي ما يراه من دعم ومساندة لزملائه في التعليم العمومي حسب ما تسمح به طاقاته وامكانياته. 

★2- تدبير ما تبقى من السنة الدراسية الحالية 2024-2023 على صعيد المؤسسات الخصوصية.

يمكن القول أن هناك ما يمكن تسميته "ملفات" على المؤسسات الخصوصية أن تشتغل عليها لكي تطور اداءها الإداري والبيداغوجي والديداكتيكي بالخصوص إلى جانب ماهو موزاي من أنشطة ثقافية وفنية ورياضية وكل ما يتعلق بالحياة المدرسية في شموليتها.فلا يمكن لأحد أن ينكر أن كل مؤسسة خصوصية تعاني من نقص وقصور (الا جاحد) في جوانب أو جانب على الاقل من عملها وأن البعض من هذه المؤسسات الخصوصية تعيش ازمات ومشاكل في التدبير الاداري والتربوي وعليها ان أرادت الاستمرارية(ويجب أن تستمر مهما كانت الاكراهات والصعوبات ).عليها أن تعيد النظر في طريقة اشتغالها وأن تطور نفسها بالاعتماد على امكانياتها والبحث عن موارد بشرية كفأة التي تزخر بها منظومتنا التربوية، وذلك بشكل متدرج وسلس مع تحديد الأولويات والاعتماد على المقاربة التشاركية مع جميع المتدخلين بشكل واضح وشفاف ويمكن بسط بعض الأفكار للمناقشة والاغناء من طرف الجميع في العناصر التالية:

 

★بما ان المؤسسات الخصوصية لن تشتغل على تدبير وتكييف العمل الإداري والتربوي كما هو الشأن بالنسبة للمؤسسات العمومية فيما يخص استكمال وانجاز مختلف التعلمات والعمليات ودعمها وتقويمها فيمكن العمل على مايلي :

 

★التكوين الأساس للأطر المتدربة الإدارية والتربوية التي تحتاجها المؤسسة سواء فيما تبقى من هذه السنة أو في السنة المقبلة 2024-2025 .

★-التكوين المستمر للاطر القارة في المجالات التي تبدو في حاجة إليها الإدارية منها والبيداغوجية والديداكتيكية حسب التخصص.

★-العمل على انخراط الجميع في المشاريع التربوية والتكوين على اعدادها (مشروع المؤسسة -مشروع القسم -المشروع الشخصي للمتعلم ومشاريع تربوية مختلفة ).

★- التكوين في مجال تنشيط الحياة المدرسية( تنشيط النوادي أو الأندية التربوية -كيفية صياغة برامج وبطاقات تقنية لمختلف الأنشطة -تسيير وتأطير الاجتماعات والورشات والتدريب عل كتابة التقارير عن كل نشاط .....) 

★- التكوين على مستوى التواصل مع أولياء الأمور سواء في اللقاءات التواصلية المنتظمة الجماعية منها أو الفردية.

★-التكوين على مستوى التعامل مع جميع أصناف المتعلمين والانصات إليهم وتفهم حاجياتهم المتعددة والمختلفة بهدف ادماج الجميع في العملية التعليمية التعلمية وفي الحياة المدرسية ككل.

★- العمل على تقليص الفوارق في التحصيل الدراسي ودعم الفئات المتأخرة والمتعترة من خلال وضع خطط علاجية منظمة ومستمرة والتي من شأنها أن تجلب المزيد من الاهتمام والاقبال من طرف الأسر على التعليم الخصوصي .

★-خلق وتفعيل مجالس المؤسسة خاصة المجلس التربوي والمجلس التعليمي ومجالس الأقسام لاشراك الجميع في تحمل المسؤولية الجماعية في تدبير الشأن التربوي.

★-التكوين الأساس والمستمر في مجال الموارد الرقمية التي أصبحت تفرض نفسها مع هذا

" الجيل الرقمي" من المتعلمات والمتعلمين والتحرر من النمط التقليدي للدروس الذي يقتل الاجتهاد والتجديد ويؤدي إلى الملل والنفور .

★- اعداد المتعلمات والمتعلمين بشكل جيد نفسيا ومعرفيا (مضمونا ومنهجيا) للامتحانات الاشهادية حتى يحصل تلامذتنا على الرتب الأولى اسوة بنظرائهم في التعليم العمومي.

 

خلاصة :

ان تحقيق هذه الغايات والأهداف لن يتأتى إلا بتوفر المؤسسات الخصوصية على إدارة عامة وتربوية متفرغة ودائمة التواجد بمؤسساتها خلال أوقات العمل (إدارة القرب)من الجميع، من الأطر الإدارية والتربوية ومن التلاميذ وأولياء الأمور وزوار المؤسسة والتواصل الجيد والمستمر مع مختلف مصالح وزارة التربية الوطنية

 ومختلف القطاعات المعنية بالتعليم الخصوصي .

مجموع المشاهدات: 10011 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة