وجدة تحتضن ندوة علمية حول مستجدات قانون المسطرة الجنائية 23.03

انقطاع فرامل حافلة للنقل الحضري بوجدة… اصطدام عنيف بسور إسمنتي ينقذ الركاب من فاجعة محققة

ميدلت.. الأطلس يرتدي حلته البيضاء ويحول الإقليم إلى لوحة طبيعية خلابة

في أول ظهور له.. دفاع “إسكوبار الصحراء”: موكلي ضحية وأطراف أخرى متورطة في الاتجار بالمخدرات!

الدورة الـ 13 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب إسبانيا …سانشيز يستقبل عزيز أخنوش

لحظة وصول التيكتوكر "بنشقرون" على متن سيارة الدرك لمحكمة الاستئناف بطنجة

دفاعا عن الأستاذ أحمد التوفيق

دفاعا عن الأستاذ أحمد التوفيق

علي امقران

بسم الله الرحمن الرحيم.

عندما تطرق الأستاذ أحمد التوفيق في درسه الافتتاحي للدروس الحسنية الرمضانية إلى التجديد الذي طال مختلف الجوانب في عهد أمير المؤمنين الملك محمد السادس حفظه الله، ومنه المعاملات البنكية التشاركية ، اتهمه بعض الناس ممن لم يفهموا كلامه ، و أولوه تأويلا فيه اتهام للرجل بأنه أحل الربا..

السيد أحمد التوفيق مفكر روائي و أكاديمي وكاتب، ورجل من أهل الله، لا يمكنه أن يحل الحرام، بل إنه أول بعض المعاملات البنكية تأويلا أخرجها عن مسمى الربا ، وهذا ليس شذوذا منه ،بل سبقه إليه الكثيرون ، وهو رجل مسن له خبرة في الحياة ، ويسير قطاعا حساسا ، وهو الشأن الديني ، واستطاع أن يحقق فيه مالم يحققه غيره، كما انه ارتقى - طبعا بتعليمات من أمير المومنين- بالمستوى الاجتماعي والمادي للقيمين الدينين مما لم يكن في الحسبان..

فإن كنا لانتفق معه في ما ذهب إليه فلا يجوز أن نتحامل عليه وان نتهمه بالتقصير في دينه وأخلاقه..

إنني لست مع السيد أحمد التوفيق إن كان يريد بكلامه إباحة الفوائد البنكية، ولكنني ألتمس له العذر في نقاط أجملها في ما يلي: 

-إن البنوك اليوم تشكل صمام أمان للطبقة الوسطى، خصوصا من الموظفين الذين يعيش كل واحد منهم على أمل أنه إذا احتاج إلى مبلغ كبير لتدخل طبي أو عملية جراحية أو شراء منزل ، أو ترميم ءاخر آيل للسقوط، أنه سيلتجئ إلى التعامل معها، لأنه يعلم علم اليقين أن لا أحد يمكن أن يقرضه القرض الحسن بدون ضمانات وبدون فوائد، فقد انعدم اصحاب هذا النوع من التعامل لعدة أسباب لعل أبرزها سوء تعامل المقترضين الذين لا يوفون بعهودهم ومواثيقهم، فتجدهم يماطلون المقرضين، فيتأخرون في السداد طويلا ،أو يتحللون من القرض بالكلية ، فينقلب المطالب بالحق الى ظالم ، والمنكر له إلى مظلوم..والمؤسسة البنكية تحل هذا المشكل ، فتوفر المال للمقترض ، لكن بوجود ضمانات إرجاع الدين دون مماطلة ، وبفوائد تحسبها استثمارا، وإلا من أين ستوفر الأموال للمقترضين...؟!

إن الواقع المعيش يفرض على المسلم مهما بلغت درجة تدينه أن يلتجئ إلى المعاملات البنكية، لحل مشكلة مستعجلة، في غياب من يقرض القرض الحسن ، وأيضا في غياب من يوفون بالعهود والالتزامات..فلا تستطيع اليوم ان تصرف الناس عن المعاملات البنكية دون أن توجد لهم بديلا، وإلا ماالحل عند الطبيب المبتدئ ، والصيدلاني والمحامي، والمهندس والموثق والعدل ، وأصحاب المهن الحرة من الشباب الذين يرغبون في فتح مقاولات مبتدئة؟؟ فأغلب هؤلاء لا يمكنهم فتح محلاتهم إلا إذا التجأ أغلبهم إلى مثل هذه المعاملات البنكية..

فماعلى من لم يعجبه كلام السيد العالم الأكاديمي الباحث الأستاذ أحمد التوفيق إلا أن يوفر للراغبين في الاقتراض قروضا حسنة ، يبتغي أصحابها من فعلهم هذا الله والدار الآخرة، وليأخذوا بالاحتياطات الشرعية المذكورة في قوله تعالى :(إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه.) وليتعاملوا باليسر والتيسير المذكورين في قوله تعالى: ( وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة. وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون.)


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات