الجماهير التونسية تشعل الأجواء قبل مواجهة أوغندا في كأس إفريقيا بالملعب الأولمبي بالرباط

تزامنًا مع احتضان المغرب لمنافسات "الكان".. مناطق تطالب بحقها في النقل التلفزيوني

فأل خير.. مغاربة دالاس بأمريكا يحتفلون بفوز الأسود داخل مطعم الياسمين على إيقاع الدقة المراكشية

الجماهير المغربية والجزائرية تتجمع في ملعب طنجة الكبير لمساندة المنتخب السنغالي أمام بوتسوانا

الجماهير السنغالية تتوافد على ملعب طنجة وتطلب من الجماهير المغربية الدعم أمام بوتسوانا

حافلات نقل الصحافيين لتغطية مقابلة تانزانيا ونيجيريا بملعب فاس

الحل؟ ربما وزير أجنبي؟؟

الحل؟ ربما وزير أجنبي؟؟

 

زيادي عمر

تعاقد المغرب مع السيد غريتس مقابل عشرات الملايين وقبله مع العديد من المدربين الأجانب لتدريب المنتخب الوطني، و ذلك لأجل النهوض بمستوى كرة القدم المغربية و تحسين صورتنا دوليا وتلبية لشغف المواطن المغربي بالملاعب ، و حبه و غيرته على وطنه رغم العوز والبطالة والهموم .

ولان الدولة جربت أبناءها من المدربين فلم يبلغوا المرامي، و فشلوا- باستثناء بادو الزاكي طبعا - في أن يجدوا للمنتخب التركيبة التي تخلصه من كبوته و تخرجه من وحل الهزائم والتقهقر ، فإنها لجأت إلى الأجنبي دون تردد ولا خجل و بحثت عن الأفضل حيث ما كان، ولم تبخل عليه من مال و إقامة و مكافآت رغم الأزمة، و منحته مفاتيح لعبة تمثل الوطن و الشعب ، وكان شرطها الوحيد الفوز و التألق وإرضاء الجماهير التواقة إلى النصر والاستمتاع. حينها، كلما كانت النتائج مرضية وازددنا علوا في المراكز وارتفاعا في النقط ، احتضنا المدرب و احتفظنا به و أغدقنا عليه بالهدايا ثم أحبه المواطن الفقير و الغني، وأحبوا اللاعبين الذين اختارهم ووثق فيهم فاخلصوا له و امتثلوا لأوامره وتنافسوا على كسب رضاه ، و رضى المغاربة بكافة أطيافهم و فئاتهم.

و لأن اللاعبين أيضا هم مغاربة يحبون وطنهم و تنتابهم الغيرة عليه والحنين إلى رفعته و شموخه، فإنهم يبذلون كل ما في وسعهم لأجله ولا يتوانون في الدفاع عن لون القميص و راية البلاد خصوصا و غالبا تحت إمرة المدرب الأجنبي.

و إذا كان الحال كذلك في كرة القدم ، فان بعض الوزارات ظلت على حالها منذ عقود و لم يفلح كل من تعاقبوا عليها في إنجاح المخططات و إيجاد حلول لمشاغل الشباب اليومية من فقر و بطالة و سكن، ولم يستطيعوا الرفع من مستوى التعليم ولا التطبيب ولا الخدمات الاجتماعية، و لم يتمكنوا من تحسين ظروف العمال و لا الأجور ولا التقليص من الفوارق بين الطبقات و الوساطة والرشوة ،ولم يفكوا لغز السكن العشوائي ولا الهجرة السرية ولا الأمية والهدر المدرسي و الإدمان و الجريمة، ولا حتى العزوف عن الزواج ولا العديد من المشاكل التي يفترض أن يكون المغرب قد تجاوزها منذ أمد بعيد و أصبح من دونها في مصاف الدول الناجحة اقتصاديا و اجتماعيا وصناعيا.

منذ عقود تشابه الوزراء، و حملوا حقائب أفرغوها من محتواها و تركوا فيها عنوانا واحدا: العجز أو اللامبالاة. و لم يعترف احد منهم بفشله ولا قبل بمحاسبته أو معاقبته ولا ترك منصبه لمن هو أكفأ منه، بل اتهم كل منهم من سبقه ، و استهتروا بكل أنانية بتطلعات المواطن و همومه و راكموا الثروات ، و اقفلوا الطرق المؤدية إليهم حتى أصبح بينهم و بين الناس ما بين السماء و الأرض. و افلتوا من العقاب.

هكذا كثر الأشباح في المناصب و ارتفعت نسبة البطالة و نهبت أموال الدولة و تدهور التعليم وازداد الغني غنى فيما ظل الفقير فقيرا و عزف الناس عن الانتخاب لعل أحدا يفهمهم، فاستبدل الوزراء تلو الوزراء دون جدوى و مليء البرلمان وكثرت الأحزاب بلا معنى.

على منوال كرة القدم، يبدوا جليا انه بات بإمكاننا للخروج من هذه المأساة، و دون التفكير في الجانب الاستعماري، اللجوء إلى جلب وزراء أجانب أكفاء، و التعاقد معهم بشروط و أهداف محددة لإنقاذ بعض الوزارات وإصلاح ما فشل في إصلاحه أبناء هذا الوطن الغالي. فنستفيد من نزاهتهم و جديتهم و خبراتهم التي راكموها في بلدانهم ونتجنب العبث بمستقبلنا و أحلامنا و انتظاراتنا:و بذلك نستطيع مثلا التعاقد مع وزير للصحة من بريطانيا أو كندا، وأخر للتشغيل من الصين، وأخر للسكن و التكنولوجيا من اليابان. فهؤلاء على الأقل يعترفون بالفشل وينسحبون عند الخطأ و يقبلون المحاسبة و الجزاء.

بذلك نكون قد فعلنا الصواب لأجل تقدم بلدنا و رقيه ، تماما مثلما فعلنا مرارا في مجال الرياضة،لأن الفرق ربما بين هاته و تلك لا يبدو ذا أهمية بقدر ما النتائج المرضية هي الأهم.


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات