الرئيسية | أقلام حرة | من طالب جامعي إلى رئيس الحكومة.

من طالب جامعي إلى رئيس الحكومة.

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
من طالب جامعي إلى رئيس الحكومة.
 

 

سيدي رئيس الحكومة..

 

لا شك أنك تعلم أن ولوج الجامعة هو أسوء سيناريو يمكن أن يحدث لطالب لم تفارق ملامحه بعد فرحة الحصول على شهادة البكالوريا، وهو الذي كان يضعها في آخر لائحة طموحاته قبل أن يصطدم بواقع الشروط التعجيزية للمدارس والمعاهد العليا العمومية، والتكاليف الخيالية للتعليم العالي الخصوصي، هذا الذي صارت أسعاره تفوق راتب موظف محسوب على الطبقة المتوسطة..

لكن هل تعلم سيدي الرئيس - أنت ووزيرك المكلف بالقطاع - ما الذي جعل من الجامعة جحيماً للطالب وهي التي يفترض فيها أن تمثل فضاءا خصباً لإنتاجه العلمي والفكري، والرقي به إلى مستوى المواطن الكفء المستعد للمساهمة في تنمية بلده ؟

 

سيدي رئيس الحكومة..

 

هل تعلم، أن المنهجية التي ندرس بها، والمعتمدة على حشو الذاكرة بكمية هائلة من الدروس والتمارين المصححة واستردادها عند الإمتحان، تمثل العنصر الأساسي في وصفة فشل جامعاتنا وكل منظومتنا التعليمية ؟

 

هل تعلم، أن اللغة الفرنسية تمثل العائق الأكبر لحاملي البكالوريا العلمية، وتدفع جزءا كبيرا منهم إلى التحول نحو الشعب الأدبية التي ينصحنا وزيرك في التعليم العالي بتجنبها.. وهو لا يدري ربما أنه لو كانت الشعب العلمية تدرس باللغة الرسمية للبلاد، لاحتفظ بنصيحته التي لا تليق بمنصبه !

 

سيدي رئيس الحكومة..

هل تعلم  أن الحصول على غرفة بحي مجاور للجامعة يماثل الحصول على فيزا الولايات المتحدة .. و أن أسعار كراء شقة في محيط الجامعة أعلى من ميزانية عيش أفراد أسرتي مجتمعين ؟!

 

هل تعلم سيدي الرئيس، أن الحصول على مقعد بالبرلمان، قد يكون أيسر من الحصول على مقعد بقاعات TD في حصة أستاذ محترم .. وأن تصفح فايسبوك أكثر إفادة بالتأكيد من حضور حصة بمدرجات الكلية ما دمت لا أملك عيني "زرقاء اليمامة " لأشاهد ما يكتبه المدرس، ولا أذني "الأرنبات" لأسمع ما يلفظ به.. !؟

هل تعلم أن تلك المنحة التي تذكرنا في كل مناسبة، أنت و وزراؤك بالزيادة فيها، لا تلبث في جيوبنا أزيد من أسبوع .. هذا إن لم نوزعها فور استلامها متأخرة عن موعدها على أصحاب "الكْرِيديات" !؟

 

وهل تعلم أن عدد الطلبة الذين يتكدسون في "الطوبيسات" قد يفوق في أوقات الذروة تعداد ساكنة قطر ! وأن شركات النقل بدل رفع عدد الحافلات، رفعت من التسعيرة !؟

 

 

سيدي رئيس الحكومة..

 

هل تعلم عن الطوابير التي تصطف يومياً للحصول على تذكرة لوجبة بالمطعم الجامعي قد لا تكفي في الدول المتقدمة لعشاء قطة.. وكيف تبدو تلك الطوابير أيام الإثنين أشبه بمنظر الحجاج عند تقبيل الحجر الأسود !؟

 

هل تعلم عن تسلط الأساتذة، وبيع الشواهد، وعن المبالغ المطلوبة لولوج سلك الماستر !؟

 

هل تعلم عن التطرف الذي أصبحت تنتجه جامعاتنا، وعن حسابات سياسية تصفى على حسابنا، وعن السيوف والسواطير التي أصبحت جزء لا يتجزأ من كُلّياتنا..

 

وهل تعلم سيدي الرئيس، عن تلك الهراوات التي نواجه بها عند كل محاولة لإسماع صوتنا خارج أسوار الجامعة، وعن أن كل من يناضل منا لا محالة مطرود أو معتقل.. وإن تطلب الأمر صياغة تهمة من قبيل "إعداد قنابل البصل" !!

 

 

إن كنت لا تعلم فأنت لا شك مقصّر.. وإن كنت تعلم، فتقصيرك - سيدي الرئيس - أعظم !

مجموع المشاهدات: 4042 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | سلام
سير تقرا او ليدي ما ينفعك
لقد درست في الجامعة في ظروف اقسى من هاته التي تحكي عنها بكثير ولم ولن نرد اللوم للجامعة كنا اول فوج معرب يلج كلية العلوم كل المواد باللغة الفرنسية والكمدرج به 600 A 700 طالب كان هدا سنة 1990 .ورغم هدا لم تكن اللغة عائقا امام التحصيل كانت المنحة نصف المنحة الحالية وبيت الكراء يصل800 الى 1000درهم وانهينا الدراسة الجامعية والدراسات العليا بنجاح ما الدي تغير الكل في صالح الطالب مقارنة بما كانت عليه الجامعة الان تحسنت بكثير غير لي ما بغا ايقرا الناس فقراء واكملو دراستهم بدون منحة مدة اربع سنوات خلاصة القول العيب في الكالب وليس لبجامعة
مقبول مرفوض
-1
2015/02/10 - 08:54
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة