الرئيسية | حوادث وقضايا | عمال مناجم بوازار يضربون عن العمل 48 ساعة

عمال مناجم بوازار يضربون عن العمل 48 ساعة

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عمال مناجم بوازار يضربون عن العمل 48 ساعة
 

ردا على استمرار إدارة منجم بوازار في محاربة العمل النقابي، وتنصلها من التزاماتها في جلسة التفاوض الأخيرة بإشراف عامل إقليم ورزازات، قرر المكتبان النقابيان ، فرع تازناخت، و فرع اكدز ، المنضويان في النقابة الوطنية للطاقة و المعادن –ك.د.ش الإضراب عن العمل، مع اعتصام بأماكن العمل، 48 ساعة يومي 21 و 22 ديسمبر.

و تفيد الأخبار الواردة اليوم من المناجم نجاح الإضراب بمشاركة فاقت 90 بالمائة .

لتوضيح صورة النضالات السابقة بالمناجم و حصيلتها ننشر حوارا مع أعضاء من المكتب النقابي لفرع اكدز ، نشر بجريدة المناضل-ة عدد 41 لشهر نوفمبر 2011

كفاح منجميي بوازار: دوافع و مجريات وحصيلة و آفاق في حوار أعضاء مكتب فرع أكدز للنقابة الوطنية للطاقة و المعادن 
س1-ما هي الأسباب العميقة لخوض النضالات بالمنجم خلال 3 أشهر؟وماهو المشكل الذي كان شرارة انطلاق المعركة؟ 
ج-الأسباب العامة و المباشرة لخوض النضال بمناجم بوازار لا تخفى على احد،إنها عياب أدنى شروط العمل القانونية و الإنسانية ،ازيد من 1300 عامل يشتغلون بالتعاقد مع شركتي المناولة "أكزومي" و "طوب فوراج" جلهم بلا ترسيم و لسنوات تجاوزت 30 سنة. العمال محرومون من حقهم في إنشاء نقابة ومن خوض إضرابات ومن عطلة عيد العمال(فاتح ماي) من العطلة السنوية من الضمان الاجتماعي ،ويتعرض العمال للموت كل سنة في عياب أدنى شروط السلامة و الصحة.ومع اندلاع ثورتي مصر وتونس و الحراك النضالي بالمغرب تحفز العمال للنضال و زال عامل الخوف .

بتاريخ 23 ابريل 2011 قرر العمال خوض إضراب عفوي ضدا على تلاعب الشركة بتواطؤ مفضوح مع مكتب نقابي استغل اسم الاتحاد المغربي للشغل للمتاجرة بمطالب العمال و إسكات صوت العمال المنتفضين خدمة للباطرونا.وبدأت شرارة النضال بتأسيس مكتبين نقابيين في إطار ك.د.ش الأول بتازناخت و الثاني بأكدز.

س2-ما هي أشكال النضال التي أبانت فعاليتها ضمن كل أطوار المعركة؟


ج-بدأت معركة عمال بوازار في إطار نقابتهم ك.د.ش يوم فاتح ماي 2011،لأول مرة في تاريخ مناجم بوازار سيشارك جزء من العمال في عيدهم العمالي بكل الحرية،وكان رد الشركتين المناولتين و الشركة إلامCTT التابعة ل ONA و بتنسيق مع السلطات المحلية قاسيا ،هو تنقيل أعضاء المكتبين النقابيين و النقابيين الحركيين خارج إقليمي زاكورة و وارزازات وعدم تسليم مكتب أكدز الوصل القانوني .هذه القرارات التعسفية زادت العمال قناعة بالنضال،وكان اول شكل لتنظيم العمال هو عقد جموعات عامة يومية بالمقرات النقابية للتحضير المادي و المعنوي و تعبئة الجميع. بدانا باضرابات متصاعدة ممزوجة بوقفات و مسيرات عمالية و شعبية للارتباط بالجماهير الشعبية و التعريف بملفنا المطلبي.ولم تتراجع الباطرونا و لا السلطة ،بل زاد عدد التنقيلات و تدخل مفتش الشغل لصالح الشركة ليتم تنظيم إضرابات مرفوقة بمسيرة عمالية و اعتصام أمام إدارة الشركة الأم ببوازار.

المعارك النضالية زادت العمال تماسكا خصوصا مع الجموعات العامة اليومية،فالعمال هم من يقرر كل شيء،و في بعض الأحيان بتدخل المكتب التنفيذي و الوطني،ويحدث نقاش عميق بين العمال لاتخاذ القرار الجماعي.وخلا ل شهر يوليوز بعد 12 يوما من الإضرابات المتفرقة و الاعتصامات ،لم تتراجع الباطرونا عن قراراتها التعسفية القاضية بضرب الحريات النقابية بالمنجم ولم تعترف السلطة المحلية بفرع أكدز.فعملنا على التحضير للمعركة الحاسمة:

   إعلاميا،ساعدنا مناضلون من أكدز و تازناخت و وارزازات و زاكورة في خوض حملة إعلامية عبر الفايسبوك حيث تم فضح الاستغلال المفرط و القمع أثناء الاعتصام ببوازار .

   مراسلة عمال المناجم الأخرى بالمعرب في إطار النقابة الوطنية للطاقة و المعادن.

   نضاليا،قررنا خوض معركة قابلة للتمديد دامت 9 أيام مصحوبة بشكل نضالي استثنائي و هو الاعتصام بباطن الآبار المنجمية.

ورغم الإغماءات اليومية للعمال،و الضغوطات التي عمدت لها الشركات المستغلة باستعمال العمال المحسوبين على نقابة "الاتحاد المغربي للشغل".بهدف خلق صدام بيننا و بين العمال الآخرين، وهذا ما فطنا إليه.لقد كان همنا دائما هو وحدة العمال و إقناع الجميع بعدم الانجرار إلى فخ التفرقة بين العمال. مع صمود العمال في الإضراب و الاعتصام اضطرت الباطرونا و السلطة إلى التراجع عن التنقيلات و عقدت لقاء مع الاتحاد المحلي بوارزازات للتحضير لحوار حول الملف المطلبي،الذي لازلنا ننتظره!

س3-إلى أي حد جرى تفعيل الديموقراطية العمالية في تسيير النضالات ،وهل من عوائق تعرقل ذلك التفعيل؟

ج-الديموقراطية العمالية تعني إشراك العمال في القرار و التسيير ،وهذا ما حاولنا تجسيده يوميا خلال المعركة و ذلك بعقد جموعات عامة بالمقرات النقابية .

وكنا دائما ننسق مع الأجهزة النقابية التابعة لنقابتنا ك.د.ش محليا بأكدز و تازناخت و وارزازات و وطنيا مع الكاتب الوطني للطاقة و المعادن ومع المكتب التنفيذي.

وساد نقاش حاد في بعض اللحظات حول من يقرر هل العمال أم الأجهزة الفوقية؟ويعتبر هذا النقاش جد مهم لتفعيل دور النقابة و تقويتها وطنيا.فالعمال حينما يتمكنون من الوعي بمصالحهم ويستوعبون معنى العمل النقابي و يمتلكون التجربة،آنذاك يمكنهم الاعتماد على أنفسهم و التفاعل بشكل ايجابي مع جميع الأجهزة النقابية.

هذا فعلا ما حدث في الأيام الأخيرة من المعركة حيث قرر العمال إضرابهم و اعتصامهم و تمسكوا بالقرار حتى تمكنوا من إحراز نصر عمالي أولي زادهم ثقة في أنفسهم.

س4-كيف كانت مناورات أرباب العمل و تواطؤ السلطة معهم؟

ج-مع بداية المعركة،أواخر ابريل 2011 كان التهديد و الابتزاز هو اللغة الوحيدة التي عمدت إليها الباطرونا و السلطة كذلك.لكن مع توالي أيام الإضراب و الاحتجاج الشعبي وارتفاع عدد المنخرطين بنقابتنا بدأت ميليشيات الباطرونا تتراجع عن الأساليب البدائية ولجأت إلى أساليب أخرى ،التفكير في الزج بالمناضلين في المحاكم و الاتصال بأسرهم قصد التنازل عن النقابة واستعمال ورقة طرد المناضلين النقابيين الكونفدراليين بزاكورة لثنينا عن الانضمام إلى ك.د.ش.

كما واصلت السلطات المحلية و الدرك الملكي بتازناخت تدخلها السافر و المفضوح لمنع النقابيين من الشغل بالمنجم واستمرت السلطة في أكدز في حرمان الفرع النقابي المحلي من الوصل القانوني بمبررات واهية.والقصد ان السلطات المحلية تريد خدمة الباطرونا ضد العمال.

ونحن نتحداهم ان يقدموا لنا مبررا قانونيا على منعهم هذا!

س5- كيف كانت درجة التضامن العمالي و الشعبي محليا ووطنيا؟

ج-مع انطلاق النضال بمناجم بوازار ،أصدر الإتحاد المحلي بزاكورة بيانا يدعو فيه جميع الإطارات المناضلة إلى تجسيد التضامن المبدئي مع معركتنا.

ولا ننسى دور نقابيي ك.د.ش بقطاع التعليم في كل من أكدز و تازناخت حيث تحولت قضية العمال إلى قضية جميع الجماهير الشعبية بالمدينتين .وخيضت في هذا الصدد إضرابات و اعتصامات و مسيرات شارك فيها الجميع.

بوارزازات أيضا تم تنظيم وقفة احتجاجية في إطار كدش أمام مفتشية الشغل شاركث فيها جميع القطاعات النقابية التابعة لنقابتنا ك.د.ش.

و بتنسيق مع المكتب الوطني لنقابتنا أصدرت النقابات المنجمية بتينغير و أقا و خنيفرة و مراكش و مكناس بيانات تضامنية و نظموا دعما ماديا لمعركتنا و قرر المجلس الوطني برنامجا نضاليا تصاعديا نفذت فيه الخطوات الأولى .وتبنت حركة 20 فبراير ببعض المدن مطالبنا نذكر من بينها وارزازات و مراكش و أكادير و فاس.

س6- تميزت معركة بوازار بإقدام عناصر نقابية بخيانة رفاقهم العمال في عز المعركة،كيف جرى ذلك و ماذا كان رد النقابة؟وهل ترون سبيلا لاستئصال جرثومة الخيانة لما لها من مفعول مدمر على العمل النقابي؟

ج-المجموعة التي خانت العمال مكونة من 5 عمال ،أمين المكتب(م- ب) و نائب الكاتب العام(و -ع) و 3 منخرطين( ب - و،ح- م،ل- م).وكما قلنا في البداية هناك تهديد كبير للنقابيين منذ بداية المعركة،تهديد ممزوج بالمساومة.ومع طول المعركة تم عزل هؤلاء لكونهم قياديين ميدانيين ولمست الشركة عبر وكلائها وبيادقها سهولة الضغط عليهم،فتعمدت الاتصال بهم في لحظة بداية الإضراب الحاسم،معتقدة أنها بهذه المؤامرة ستعزل القياديين عن القاعدة و بالتالي القضاء على المعركة.

لقد حصل العكس لان العمال يمتلكون قيادات بديلة في الميدان.فاستمرت المعركة وتم استبدال الخونة بمناضلين آخرين في الجموعات العامة أثناء الاعتصام.وبعد نقاش عميق خلص العمال إلى ضرورة الرقابة على الأجهزة و بذلك تم تأسيس مجلس نقابي يجتمع مع المكتب النقابي لمتابعة عمل الفرع و المصادقة على ماليته وقراراته وتم التأكيد على سلطة الجمع العام وعدم الاعتماد على الإفراد كلية.والنقاش لازال متواصلا لحد اليوم حول كيفية متابعة العناصر الخائنة قانونيا و نضاليا.

س7-ما هي مكاسب المعركة؟وكيف هي معنويات العمال حاليا؟

ج-معركة 3 أشهر بنهايتها الايجابية عموما زادت العمال ثقة بالنفس و النضال،هذا أكبر مكسب حققه العمال،لأن الإيمان بالنضال يمكن من تحقيق كل شيء.

المكاسب المباشرة كانت هي إرجاع المطرودين النقابيين و فاق عددهم 66 عاملا وتم خلق شروط أخرى للتعامل مع العامل بالشركة.حيث بدأ يلمس العمال احترام الكرامة و الحرية بالمنجم .ومعنويات العمال بفضل نضالهم عالية وهم مستعدون للنضال من اجل حقوقهم التي ما زالت مهضومة.

س8-ما هي آفاق النضال بمناجم بوازار؟وهل من تنسيق مع عمال المناجم الأخرى وهل يتم تفعيل دور النقابة الوطنية لعمال المناجم؟

ج-العمال الكونفدراليون بفرع أكدز يجتمعون شبه يوميا بمقر الكدش بأكدز.يتابعون أوضاع العمال.وبعد انصرام شهر شتنبر التاريخ المحدد للحوار حول الملف المطلبي،بدأ العمال يحتجون على هذا التماطل .لقد تم إعداد مشروع ملف مطلبي "انظر صفحة العمال بالفيس"وتم إعداد الملف القانوني للمكتب ،و العمال مصممون على النضال من أجل :

-السبورة النقابية و المقر النقابي بالمنجم.

- تعويض المطرودين لاسباب نقابية ماديا خلال 3 أشهر.

- توفير التامين ضد الاخطار المهنية .

- التعويض عن حوادث الشغل.

- الترسيم و الزيادة في الأجور.

- الرفع من قيمة التعويضات.

- الضمان الاجتماعي و التقاعد.

- تعويضات الزوجة غير العاملة.

- التعويض عن العطلة السنوية و الأعياد.

- الرفع من التعويض عن السكن و أضحية العيد و الساعات الإضافية و ساعات التنقل.

   ... 
   هذا جزء من المطالب فقط،لأن اغلب حقوق العمال مهضومة بالمنجم،سنعمل على التنسيق مع أعضاء المكتب بتازناخت و الاتحاد المحلي بوارزازات للحسم في هذه الوضعية المعلقة.لان العمال مصرون على النضال ضدا على تجاهل السلطة المحلية و الشركات المستغلة .

وبالمناسبة ندعو كافة عمال مناجم المغرب إلى التعاون و التنسيق لخلق شروط عمل جديدة بمناجم المغرب تحفظ الصحة و السلامة و الحقوق لجميع العمال .وإيقاف طاحونة الرأسمال التي تفتك بالعمال كل سنة وفي كل مكان.

ونتقدم بالمناسبة بأحر التعازي لعائلتي العاملين مصطفى كزي بمناجم بوازار و الطجين حميد بمنجم أقا.وشكرا لجريدة المناضل-ة على عملها الإعلامي العمالي الذي صاحب معركتنا منذ بدايتها.

المناضل

مجموع المشاهدات: 1420 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | مواطن
لان الحقوق مهضومة لم استطع الاستمرارفي العمل مع الكزومي سوى شهر واحد و قدمت استقالتي دون ان يكون امامي اي بديل
مقبول مرفوض
0
2011/12/24 - 03:55
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة