ولاية أمن تطوان تعبئ مختلف وحداتها لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية

تحت الأمطار.. استعدادات أمنية مكثفة لتأمين احتفالات رأس السنة الميلادية بفاس

موظفو المالية يخوضون وقفة احتجاجية وطنية رفضا لمقتضيات القانون 14.25

غضب جماهيري تونسي بعد التعادل أمام تنزانيا: منتخب ضعيف بلا روح وأداء مخيب

وسط أجواء قاسية.. السلطات المحلية بتزي نغشو تواصل فتح الطرق المقطوعة بسبب الثلوج بإقليم ميدلت

مغاربة يدعمون المنتخب التونسي أمام تنزانيا في أجواء أخوية بالملعب الأولمبي بالرباط

الربيع العربي و الفهم المعكوس

الربيع العربي  و  الفهم المعكوس

 


أذ عبد الهادي وهبي

   يا ترى ، ماذا أصاب جريدتنا المغربية الغراء؟  بالأمس وعدتنا بالظهور بحلة جديدة ، وتزامن ذلك  مع رياح التغيير في العالم العربي وجاء الوعد الصادق ، فكان التغيير و مواكبته عبارة صور العري و الفضيحة ، لقد انتظرنا كمواطنين متابعين للشأن المغربي عبر و سائل الإعلام المكتوب كالجرائد اليومية ، فاصبنا بالإحباط و الأسى ، حيث تخصص هذه   الجريدة اليومية صورا للعري في صفحة بشكل يومي  ،و ختام الأسبوع أي السبت و الأحد ملف خاص في ثلاث صفحات على الأقل تحت اسم " ملف الأسبوع" ، فهل انشغالات  المواطن المغربي البسيط في الأودية و الجبال و السهول و الصحاري  هي : صور ماريا كاري العارية ؟ هل صور جنيفر لوبيز ؟ هل صور بطلة أفلام بونوغرافية – حسب ما جاء في عنون الصورة – وهي تتقدم للترشح لمنصب الرئاسة في بلدها ؟ هل انشغالات المواطن المغربي البسيط هي تتبع سهرات  شاكيرا؟ هل هي  تتبع بدعة يوم بدون سروال التي قام بها بعض أحفاد لوط في بلدان أوربية ؟  ومن الملاحظ ان كل هذه الثلة من الفضائح و الأوساخ الأخلاقية قد تدرج في  ملف واحد ، فقم بعملية حسابية  لمدة عشرة اشهر على الأقل ، وستجد  حجم الكارثة التي أصابت أعلامنا المكتوب .

  من الواضح ان الجواب الذي يجمع كل هذه الأسئلة المطروحة هو  حرية الرأي و التعبير ، التي جاء بها الربيع الغربي ، على اعتبار ان حرية الرأي و التعبير موجودة في المغرب قبل ذلك بكثير ولكن هناك ما هو أعظم من حرية الرأي و التعبير ، فالربيع العربي هو مسالة هوية و عودة الى المواطن البسيط ، هذه الهوية المكونة من التاريخ و الثقافة  و الدين و الجغرافيا و العادات و التقاليد و الحشمة و الوقار و الأخلاق ، نحن لا نريد الأخلاق في خطب الجمعة و الأعياد فقط بل نريدها في الجرائد أيضا، قلت يجب إعادة الاعتبار لهذه الهوية : المغربية الإفريقية الامازيغية العربية و الإسلامية   و المتوسطية التي عانت من الطمس و الإهمال المقصود و غير المقصود من الفترة الاستعمارية ، فاستمر الطمس من طرف أحفاد الاستعمار - هنا لا أريد اتهام احد – بل أقول عودوا الى المواطن و انشغالاته اليومية مع قلة المرافق العمومية الإدارية و الثقافية و الاجتماعية و الاقتصادية و الخدماتية .

      أما إذا كان الأمر هو تصفية حسابات مع جهة سياسية معينة ، فذلك أمركم ، فانا لن أتولى  الدفاع عن احد ، سأبقى بعيدا ،   ولكن لا يجب أن يتم على حساب المواطن حيث الصور الخليعة مع الالون تملا الطرقات و الأزقة ومحلات بيع الجرائد ، و ليس من الأخلاق أيضا ان تستغل ذوي القلوب الضعيفة الإيمان او قلوب المراهقين لبيع تجارة فاسدة بهدف الربح ، و خلاصة القول ارحموا هذا المواطن لأنه سبب وجود الجريدة أصلا


هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

*
*
*
ملحوظة
  • التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
  • من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات