ذ .اشرف عيدون شارد النظرات ,ملبد الأفكار جلست وحيدا أداعب الفنجان الذي ظل على حاله منذ أن وضعه النادل على طاولتي ,أحاول جاهدا طرد رواسب الحوار الذي دار بيني و بين والد الفتاة التي اقترفت جرم خطبتها ,مؤمنا بأفكار بالية و متسلحا بطموحات دفعتني لتسلق أسوار عالية . جلست قبالته في ارتباك حاولت جاهدا مداراته خلف ابتسامة هادئة و نظرة واثقة ,سرعان ما اختفت مع أول تعقيب صدر منه بمجرد سماعه للقب عائلتي: رفعت راسي مشدوها لأصطدم بنظرة متعالية و ابتسامة باردة مقيتة ,فغضضت بصري محاولا تجاهلها و الحفاظ على بقية أمل يحتضر في قلبي ,و أجبته : قاطعني بضحكته المستفزة و نطق حكمه الذي ما زال صداه يتردد في كل خلايا عقلي : حكم يتشارك في تبنيه اغلب حاملي مفاتيح المنازل الأندلسية مطرودو الحملات التطهيرية الذين احتضنتهم القبائل المغربية,و يعكس بشكل سافر ماهية الأسر التطوانية الموسومة بقبلية تمتد جذورها الى غياهب الجاهلية, و تتجسد بشكل سافر في عقول متحجرة غبية تحاول تكريس أريتها و تضع أسسا لتصنيف البشر وفق معايير يرفضها العقل و الدين ,أسس عرقية عنصرية تكرس التقوقع على الذات و رفض الأخر خصوصا إذا كان ذا أصول "جبلية" أو "عروبية". فأين نحن من قول الحق عز و جل :"إن أكرمكم عند الله اتقاكم" صدق الله العظيم
