الرئيسية | طب وصحة | أطراف الإنسان وقلبه قابلة للنمو مجددا

أطراف الإنسان وقلبه قابلة للنمو مجددا

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أطراف الإنسان وقلبه قابلة للنمو مجددا
 

ديلي تلغراف


تقدم دراسة الحياة البحرية الرائعة في أحد المراكز البحثية في ولاية مين الأميركية أملا للبشرية بأننا سنتمكن يوما ما من شفاء القلوب المريضة.

ويعتبر المختبر البيولوجي بجزيرة ماونت ديزرت أحد المنشآت القليلة التي شيدت في القرن التاسع عشر وما زالت قائمة وتعج بأنواع مختلفة من الكائنات البحرية التي أتقنت هذا الإنجاز الفذ في الاستمتاع بالحياة في الماء العذب والمالح.

ويقوم الخبراء في هذا المختبر بدراسة البروتينات التي تستخدمها الأسماك في معالجة الملح والتي يمكن أن تعطي فكرة عن كيفية أداء خلايا أنسجتنا لمثل هذا الإنجاز في حالة التليف الكيسي (وهو مرض وراثي يصيب الأطفال يحدث فيه تليف للبنكرياس والتهابات تنفسية).

وأشارت ديلي تلغراف إلى أن رئيس المختبر الأستاذ جيم بوير يركز في بحثه الحالي على سمك الجلكي (نوع من السمك يشبه الأنقليس أو الثعابين) الطفيلي الذي يستخدم فمه الشبيه بالماصات الكبيرة ليعلق بالفريسة ويمتص دمها.

وهذه الكائنات الحية التي لم تتغير منذ 360 مليون سنة لها ميزة غريبة قديمة أذهلت بوير، ففي السمك البالغ تتحلل الوصلات الأنبوبية بين الكبد والأمعاء، لكن البروتينات الناقلة التي تتكون توفر مسارات بديلة لإفراز الصفراء السامة.

وهذا يمكن أن يساعد في إيجاد علاجات لكل رضيع من العشرة آلاف رضيع الذين يولدون بحالة مشابهة تعرف باسم رتق القناة الصفراوية (وهي حالة نادرة في المواليد تكون فيها القناة الصفراوية بين الكبد والأمعاء الدقيقة مسدودة أو غير موجودة).

وأشارت الصحيفة إلى بحث آخر يجري في مختبر مجاور يدرس شيئا أكثر روعة، وهو عودة نمو طرف مبتور لسمندل (حيوان من البرمائيات) بعد 90 يوما فقط على بتره ويعود إلى شكله ووظيفته الأصلية.

وتجربة أخرى تنمو فيها مرة ثانية زعنفة ذيلية مقطوعة لسمك مخطط خلال أسبوعين من خلال ترتيب معقد للأوعية الدموية وأنواع مختلفة من الأنسجة.

لكن حيلة التجديد الأكثر روعة وجدها العلماء في قلب السمكة المخططة، وهو نسخة مبسطة لقلب الإنسان لكنه بغرفتين بدلا من أربع.

والمثير للدهشة هو قدرته على التعامل مع الضرر، فبينما يمكن لإيقاعات قلب الإنسان أن تتأثر كثيرا بسبب نسيج ندبي صغير أو وعاء دموي مسدود، فإن قلب السمكة الصغيرة يستطيع التغلب على إصابات أخطر بكثير.

ومثال ذلك عندما تم قطع كتلة كبيرة من غرفة قلب السمكة فبدأ القلب ينزف قبل أن تسده جلطة دموية. وخلال أسبوعين عمل الإنجاز السحري عمله، فقد نما نسيج بديل مرة أخرى حول قشرة الجلطة الدموية إلى أن عاد القلب إلى حالته السابقة.

ويدرس العلماء حاليا حركة أيونات الكالسيوم المشحونة كهربائيا التي تتدفق في أنحاء الأغشية الخارجية للخلايا والتي يبدو أنها تلعب دورا في عملية التجديد الفذة هذه.

وخلص العلماء إلى أنه بما أننا نشارك السمك المخطط في شكل القلب فمن المحتمل أن توجد نفس الآلية في خلايا الإنسان. وربما في يوم ما تؤتي الأبحاث ثمارها ويمكن إيجاد عقار يستطيع إعادة تنشيط المسارات التي ظلت ساكنة لملايين السنين، وفي نهاية المطاف إيجاد طريقة لعلاج القلوب العليلة.

مجموع المشاهدات: 1824 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة