الرئيسية | دين ودنيا | كيف تُحسن أخلاقك؟؟

كيف تُحسن أخلاقك؟؟

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
كيف تُحسن أخلاقك؟؟
 

هذا الدرس سيدور حول كيفية اكتساب الخُلق الحسن وكيفيفة تهذيب النفس وتربيتها 

ومشكلة أزمة الأخلاق التى نعيش فيها تنشئ عن عدة عوامل التى من خلالها تتكون شخصية الفرد
وتؤثر فيه سواء بالسلب او بالايجاب 
وهى خمس عوامل هى على النحو التالى :
1_الأسرة
2_الصحبة
3_الإعلام
4_المدرسة
5_المسجد
فالاسرة هى رأس الامر فالشخص يقوم بتقليد الاب او الام ويكتسب منهم العادات سواء الحسنة او السيئة عن طريق الاحتكاك بالاسرة والتنشئة من خلالها
وبعد الخروج يصبح هناك احتكاك بالعالم الخارجى وتتأثر الشخصية بالصحبة سواء كانت هذه الصحبة صالحة او فاسدة فالصاحب ساحب 
وثالث عامل مؤثر هو الإعلام فأصبحت تُقلد ماتراه سواء فى الأفلام أو غيره على حسب ما يدخل فى ذهنك من خلال الإعلام
ربع عامل من العوامل الؤثرة فى النفس هو الكان الذى نتعلم فيه من بداية الروضة وحتى المعهد او الجامعه وما اسوء مؤسسة التعليم فى مجتمعنا 
فقد سألت مرة عالم من علماء السعودية وقلت له من أين نبدء الاصلاح فقال لى 
"إن لم تصلحوا منظومة الاعلام ومنظومة التعليم فعليكم السلام"
خامس عامل وهو المسجد فلابد للمسجد ان يكون له دور تربوى وليس فقط ان يكون مكان لاقامة الشعائر والصلوات ولكن لابد من يكون للمسجد وتربوى واصلاحى
 
لذا لابد من مراعاة الزوج والزوجة لتلك العوامل التى تؤثر سلبًا او ايجابًا فى الاطفال
فعليهم بتهيئة الطفل حتى يكون سوى اخلاقيًا وسلوكيًا
 
علماء النفس يقولون نه حتى سن الثامنة عشر تتشكل ملامح الشخصة اما بعد سن الثامنة عشر فتبدء مرحلة العلاج لتلك الملامح التى اكتسبتها 
فالاخلاق والطباع تتغير ومن يقول انها لا تتغير فهو مخطأ
لانه يمكن تغيير الطباع والاخلاق عن طريق الايمان فقد قال الله تعالى إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ[الرعد:11]
فبفهم الدين بالطريقة الصحيحة والايمان يتم التغيير 
الامام الغزالى يقول 
"قد علمت ان الاعتدال فى الاخلاق هو الصحة النفسية والميل عن الاعتدال سقم ومرض فاعلم ان مثال النفس فى علاجها كالبدن فى علاجه فكما أن البدن لا يخلق كاملا يكمل بالتربية والغذاء وكذلك النفس تخلق ناقصة قابلة للكمال تكمل بالتزكية وتهذيب الاخلاق بالتغذية بالعلم 
وكما ان البدن اذا كان صحيحا فشأن الطبيب أن يحافظ على هذه الصحة وإن كان مريضا فشأنه جلب الصحة إليه كذلك اذا كانت النفس ذكية ومهذبة وان كانت عديمة الكمال فينبغى أن يسعى بجلب ذلك اليه "
بمعنى انه حينما لا يكون عندك غلو ولا تساهل لا إفراط ولا تفريط تكون وسط تتعلم كيف تتحكم فى امورك وفى اعصابك هذا هو الاعتدال الذى يُجلب الصحة النفسية 
فأمراض القلوب وآفات النفس مثل أمراض البدن 
تحتاج الى تشخيص ومعرفة المرض وكيفية العلاج والشفاء والوقاية من الامراض الاخرى
فمثلا حينما يُرى على الشخص بوادر الكبر لابد من أن يُعالج بالتواضع شخص اخر مريض بالشهوة فلابد من علاجه بالعفة وآخر مريض بالكذب فعلاجة يكون بالصدق وايضا الجهل يُعالج بالعلم والمعرفة
فهذا هو الطريق لتنقية النفس من الآفات والعيوب عن طريق معرفة المرض لكى نصل الى علاجه 
وأصل أصول الآفات هو الجهل بالله فإما أن تكون غير عالم بالله او إنك لا تعرف نفسك او لا تعرف عيوبك
فالبعلم تتخلص من عيوبك وآفاتك وتهذب فسك وتصل الى الخلق الحسن 
قال تعالى "أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَٰذَا ۖ قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ"
فالمشكلة تكون من الداخل للخارج وليس العكس 
فالإصلاح يبدء بأصلاح النفس اولا ثم تغيير الواقع وليس العكس 
فأمراض القلوب تختلف عن أمراض الأبدان فمن لديه مرض بدنى يكفر الله عنه سيئاته ويدخل الجنة فى النهاية اما من لديه مرض فى قلبه سواء كبر او غيره 
يعذبه الله به فى الدنيا والاخره فلا يلقى الله الا من كان لديه قلب سليم 
" لايدخل الجنة من كان فى قلبه مثقال ذره من كبر "
لذا كان لابد للشخص الذى يعالج امراض القلوب ان يتدرج فى العلاج وليس إحباط الشخص
لابد من الوصول لاصل المشكلة وليس عرض المشكلة بل معرفة اصول المشكلة حتى يتمكن من نزعها 
أجلس بينك وبين نفسك وأكتب آفاتك وعيوبك التى تعرفها جيدا 
جزء من عيوبك أنت تعرفه وعلى يقين تااام به حتى وإن كنت تنكره "بل الانسان على نفسه بصيره"
وإن كان يوجد بعض العيوب فى نفسك لا تعرفها فمن خلال المُربى والطبيب ومن لديه علم التزكية اذا فهمت كلامه جيدًا ستعرف من خلال ذكر الآفات بإن لديك هذا العيب او غيره 
"علامة الاعتماد على العمل نقصان الرجاء عند حدوث الذلل"
فأنت تعتمد على عملك وعلى ماتفعله وليس على رضى الله وعلى اعانته لك
فمشكلتنا هى بالعتماد على اعمالنا فانا اصلى الف ركعة فى القيام فانا اصوم يوم واترك يوم فانا فانا 
يعدد اعماله ويقول كيف لا يحقق الله مطلبى فانا افعل كذا وكذا 
فهذا هو اصل المرض بان يعرف الانسان انه مهما فعل فهو ذليل منكسر لله
ذكرنا من قبل فى فقه محاسبه النفس عن خمس اشياء تحاسب بها نفسك
وهى:
(المشارطة _المراقبة_ المحاسبة_المعاتبة _المعاقبة)
فالمعاقبة حيث تضع العقاب لنفسك كلما أخطأت او تراجعت عن الطريق 
فمثلا اذا فعلت ذنب توقع العقاب على نفسك حتى تهذب نفسك وتصلحها
وعلى المربى ان يشحن الشخص بان يأخذ بيده ويشجعه ويعطيه مهام وواجبات لينشغل بها عما يجعله يخطئ ويرتكب الذنب فإن رجع وقال لك وقعت فلا تعنفه بل تقول له كلنا نقع فتعطيه جرعات فى الصبر فيأتى بعدها ويقول وقعت تعطيه حافز وأمل بأنه سيصل وتحفزه وهكذا
فعن طريق العقوبة لا تعاود النفس لآفاتها 
قال أحد السلف معاقبًا نفسه 
"تتكلمين فيا لايعنيكِ لاعقبنكِ بصيام سنة"
فمثلا شاب يقع فى العادة السيئة يقسم على نفسه لان فعلها مرة اخرى يصوم احدى عشر يومًا فقال لى صمت ثلاثة وثلاثون يوما اى انه فعلها ثلاث مرات 
وهكذا هذب نفسه عن طريق عقابها 
واليكم الروشتة العملية 
كيف تكون صاحب خُلق حسن؟
1_أخلص تتخلص
أى مشكلة دائمًا أول علاج فيها هو الإخلاص لله ومعرفة أن الشفاء من عند الله فبالاخلاص تتخلص من آفاتك
2_العلم
فالعلم عبادة القلب فلكى تكون صاحب خُلق حسن عليك أن تتعلم العلم الذى يُهذب نفسك 
ذات مرة ذهب الشيخ يعقوب الى الشيخ محمد إسماعيل فحينما عاد من عنده سألته كيف وجدته 
قال لى "رجلٌ هذبه العلم"
كلما ازددت علم تزداد خُلق وتهذيب عن طريق اعلم الصالح
3_أن يكون لك حال مع القرآن
لابد لك من ختمة تربية تستخرج من خلالها ما فى القرآن من أخلاق حتى تطبقها على نفسك 
فالقرآن يعلمنا اخلاق نحن ابعد ما نكون عنها فى الواقع الذى نعيش فيه الان 
4_التآسى بالنبى محمد صلى الله عليه وسلم والتآسى باصحابه رضوان الله عليم 
القراءة فى السيرة وتعلم الاخلاقيات والدروس المستفادة من حياة ومواقف النبى صلى الله عليه وسلم 
فمن خلال التآسى بالرسول سنتعلم كيفية التعامل فى اغلب المواقف التى نمر بها فى حياتنا
وايضا قراءة سير الصحابة ومعرفة مواقفهم من بعضهم البعض ستساعدك على المعرفة والتعلم 
حتى تتخلص من العيوب والآفات فى نفسك 
5_الدعاء
ألزم الدعاء دائما كان النبى صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم اهدينى لاحسن الاخلاق لا يهدينى لاحسنها الا انت واصرف عنى سئ الاخلاق لا يصرف عنى سيئها الا انت "
وكان يقول ايضا " اللهم جنبنى منكرات الأخلاق والأهواء والأعمال والأدواء "
فالدعاء بحسن الخلق يجعلك صاحب خلق حسن 
6_إحتساب الاجر عند الله عز وجل 
فهذا من أكثر الاشياء التى توصل للخلق الحسن وهو احتساب الامور جميعها لله عز وجل 
7_المحاسبة 
المحاسة المستمرة للنفس توضح لك خلقك الذميم وتبين ما بك من عيوب لتتخلص منها 
8_الخوف من العاقبة 
حينما تعرف ان كل مشكلة اخلاقية سيكون لها أثر فى حياتك النفسية والاسرية والاجتماعية ستخاف وتحاول ان تتخلص منها حتى ترود نفسك وتهذبها 
9_علو الهمة 
لابد من علو همتك وان يكون هدفك الفردوس الاعلى حتى تعمل لهذا الهدف السامى ويكون لديك همة عالية لتحقيقه
10_نسيان الاذية 
ان تنسى أذى الناس لك ليس من اجل الناس بل من اجل رضى الله عز وجل حتى يصفو قلبك وتقابل الله بقلب سليم فعليك ان تنسى مااستطعت النسيان 
"ماانتقم رسول الله لنفسه قط الا ان تُنتهك محارم الله"
قل لنفسك إن لى ذنوب لو لقيت الله بها سيكون هلاكى لذا سوف اعفو لكى يعفو الله عنى 
حتى تصل للاخلاق الحسنة
 
من درس "كيف تكون حسن الأخلاق " للشيخ هانى حلمى "
مجموع المشاهدات: 8002 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (2 تعليق)

1 | مرية
الاخلق
الاخلق الحسنة جيدة والاخلق السيةى لا يحبها الناس
مقبول مرفوض
0
2014/12/10 - 04:54
2 | سماء
حسن الأخلاق
أريد أن أصبح انسانة مثالية لذا علي أن احسن أخلاقي (^_^) "اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وقني سيء الأعمال وسيء الأخلاق لا يقي سيئها إلا انت" استفدت من موضوعك جزاك الله خيرا :)
مقبول مرفوض
0
2016/12/16 - 10:28
المجموع: 2 | عرض: 1 - 2

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة