الرئيسية | أقلام حرة | الموسم الدراسي و الاحصاء‏

الموسم الدراسي و الاحصاء‏

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الموسم الدراسي و الاحصاء‏
 

 

اليوم َ10 شتنبر, انطلقت الدراسة فعليا في المدارس الابتدائية,و غدا في السلك الإعدادي و الثانوي, الكل متجند لإنجاح هذا الدخول الذي يصادف عدة حواجز تهدد بتعثره, لكن بالإرادة و التعبئة يمكن التغلب عليها.التلاميذ فرحون بالعودة الميمونة و الأساتذة في شوق لمعانقة التلاميذ من جديد.

  كلام إنشائي جميل, لكنه لا يستطيع إخفاء الحقيقة التي يتحاشى الجميع التطرق إليها الموسم الدراسي الحالي لن يكون أبدا عاديا.

   منذ الموسم الدراسي الماضي وخلال شهر غشت  خصوصا,كثر الحديث  عن الإحصاء و الدخول المدرسي, وعلى الرغم  من أن عملية الإحصاء , كما تقول المنابر الرسمية, هدفها الحصول على أرقام موضوعية عن الساكنة المغربية و ظروف عيشها, حتى تستطيع الدولة توفير احتياجات الشعب الضرورية من صحة و تعليم و وو.. في المستقبل, إلا أن هناك تخوف مشروع من طرف الآباء و أولياء الأمور من أن تتعثر الدراسة في الأيام الأولى من هذه السنة,

 الوزارة الوصية حسمت  الأمر ,و طمأنت الآباء  بأن لاتغيير سيقع, لذا لاداعي للخوف,و كإجراء إداري حددت تواريخ انطلاق الموسم الدراسي في مذكرات وزارية و بلاغات صحفية. لكن رغم ذلك هناك بعض الملاحظات لابد من ذكرها لأن الأمر  أعقد من مجرد تواريخ تقدمها الوزارة  لتغطي به على عشوائيتها و ارتجاليتها,ففعلا هناك مشاكل كثيرة  نجملها في بعض أهم النقط:

1+ ليس المهم توقيع محضر الدخول , بل الأهم هو التنظيم التربوي الذي لايمكن المصادقة عليه إلا بعد حضور جميع الأساتذة و هذا غير متوفر في عدد كبير من المؤسسات التعليمية التي تغيرت بنيتها التربوية إما بسبب الانتقال أو التقاعد. وبالتالي هناك فوضى في عدد من المؤسسات بسبب رفض الأساتذة  تدريس بعض المستويات و كذا انتظار المديرين لموافقة المشاركين في الإحصاء للمستجدات الطارئة بمؤسساتهم.

2+ المشاركون في الاحصاء لن يوقعوا   محضر الالتحاق إلا يوم 22 من هذا الشهر , يعني إجتماعات أخرى و إعادة تنظيم تربوي جديد و صراعات و تغييرات و انتقالات في  المناصب مما سيؤثر على التحصيل الدراسي للتلاميذ ,هذا بالإضافة إلى أن المدارس التي انطلقت بها الدراسة في الموعد المحدد و لم تعرف تغييرات في بنيتها ستشرع في إنجاز المقرر الدراسي في الموعد, و بالتالي هناك أسبوع في الفرق الزمني بين المدارس, وسيتضح الأمر جليا إذا استحضرنا برنامج "مسار" الذي يحدد فترة إنجاز المراقبة, التي لن تكون أبدا موحدة على الصعيد الوطني.

3+ في الأسبوع الموالي للإحصاء ,سيكون للأساتذة موعد مع الامتحانات المهنية لرجال و نساء التعليم  و ذلك يوم 27 شتنبر, مما يستدعي توقيف المؤسسات التي سيتم فيها اجتياز الامتحانات عن العمل مرة أخرى.

4+  في الأسبوع الأول من شهر أكتوبر,عطلة عيد الأضحى, حيث ستتوقف فيها الدراسة 5 أيام.

5+ عدد لابأس به ن المدارس تعرضت للتخريب في الصيف, و لن تنطلق فيها الدراسة بشكل عادي إلا بعد أن تخف حدة الشكايات, دون أن ننسى مبادرة" مليون محفظة" التي أصبحت نقمة على الأساتذة الذين أجبرتهم الوزارة على استرجاع 70 في المئة من الكتب رغم سوء حالتها, حتى تتمكن من إعطاء 30 في المئة المتبقية كتبا جديدة, و هذا أمر يزيد من معاناة الأساتذة لأنهم يجدون أنفسهم في مواجهة مباشرة مع السكان, خاصة في العالم القروي, الذين يؤمنون في قرارة أنفسهم أن الأساتذة ربما يأخذون الكتب الجديدة لأبناء عائلاتهم مقابل إعطاء أبناءهم الفقراء الكتب المستعملة. خاصة أن الوزارة لاتعبأ بإصدار بيان حقيقة حول الموضوع مادامت هي ليست بالطرف المباشر في الأمر.

   كخلاصة,  مرحبا بالتلاميذ في قاعات الدراسة مجددا,مع متمنياتنا لهم بالنجاح في أخر الموسم إذا ثابروا و اجتهدوا, لكن في نفس الوقت, لايمكننا أن نقول عن هذا الموسم الدراسي  بأنه سيكون عاديا و تكون الأمور فيه على مايرام, يجب قول الحقيقة للآباء و الشعب, و على الجميع تحمل مسؤليته, كل حسب منصبه, حتى لا  نكرر نفس الأسطوانة المشروخة من جديد:" اصطدام أباء و أولياء التلاميذ بالأساتذة و لومهم على التعثر الذي سيحدث, بينما الوزارة في مأمن من كل انتقاد".

مجموع المشاهدات: 1640 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (0 تعليق)

المجموع: | عرض:

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة