الرئيسية | ثقافة وفنون | في مطعم "الشواء": قصتي مع النجم الجزائري "جريو" ومواطنه "السحيري" الذي أصبح وزيرا في حكومة "تبون" 

في مطعم "الشواء": قصتي مع النجم الجزائري "جريو" ومواطنه "السحيري" الذي أصبح وزيرا في حكومة "تبون" 

بواسطة
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
في مطعم "الشواء": قصتي مع النجم الجزائري "جريو" ومواطنه "السحيري" الذي أصبح وزيرا في حكومة "تبون" 
 

أخبارنا المغربية: عبدالاله بوسحابة

قبل أن تحل جائحة كورونا التي شلت حركة العالم، كان لي بمدينة الصخيرات، حيث أقطن، لقاء خاص مع النجم الجزائري، الفنان "عبد القادر جريو"، الذي حل ضيفا على مهرجان "سينما الشاطئ" بالهرهورة، بمعية مواطنيه، الفنان "يوسف السحيري"، وزميلته الفنانة "موني بوعلام"، كانت صدفة جميلة جدا، حينما التقيته بفندق "القصبة"، بعد سابق معرفة عبر الهاتف، في أعقاب الشهرة الواسعة التي حققها مسلسل "أولاد الحلال" الذي لعب فيه دور البطولة، بمشاركة الفنان المغربي "سعيد باي" والفنانة "فاتي جمالي".

وبحسب ما أكده لي "مرزاق" و "زينو"، لم تكن تلك الزيارة الأولى لهما إلى المغرب، بل سبق لهما أن زارا عددا من المدن المغربية، من قبيل وجدة ومكناس، وقد عبرا معا عن إعجابهما الكبير لحجم التطور الكبير الذي بات يعيشه المغرب على جميع المستويات، كما أعربا عن رغبتهما في تصوير أعمال تلفزيونية مشتركة بين المغرب والجزائر، بما يضمن توحيد الصف ورأب التصدعات التي طبعت علاقات البلدين الجارين، وهو ما سعيت إليه جاهدا، حيث رتبت لهما لقاءات مع بعض مشاهير الفن المغربي، بهدف تفعيل هذه المبادرة التي بوسعها أن تقرب المسافات وتلم الشتات، قبل أن ينسف فيروس "كورونا" كل هذه الجهود، ويدق الرئيس الجزائري "تبون" أخر مسمار في نعش هذه المبادرة، بسبب قرار قطع علاقات بلاده مع المغرب وإغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات المغربية.

ومن بين الذكريات الجميلة جدا التي ربطتني بـ"جريو" الشهير بـ"مرزاق عن دوره في مسلسل "اولاد الحلال" ومواطنه الفنان "يوسف السحيري"، الذي تحول فيما بعد إلى وزير في حكومة "تبون"، اتذكر أنهما عبرا لي عن رغبتهما في تذوق وجبة "الشواء" المغربي ذائع الصيت، حينها، اصطحبتهما إلى "بوزنيقة" المدينة المشهورة بهذا الصنف من الوجبات المغربية، عند مدخل كانت صدمتي كبيرة جدا، بعد أن بادر "مرزاق" و"زينو" إلى التقاط صور لهما مع "سكايط" اللحم المعلقة وسط دهشة الجميع، وقد فهمت منهما بعد ذلك، أن هذا المشهد غريب وغير مألوف لديهم بالجزائر.

بعد ذلك، اختار ضيفي ما يرغبان في أكله، وقد تفنن طهاة المطعم في تقديم أطباق شهية مختلفة من الشواء المغربي، بين "الكفتة" و" الكوطليط" و"المخ" و"الصوصيص".. وقد عبرا عن إعجابهما بالطبخ المغربي، بعد أن تناولا تقريبا كل ما قدم لهما من أطباق شهية، بيد أن المثير في هذه الواقعة التي قررت أن أتقاسمها مع زوارنا الأفاضل، أنه حينما تقدمت لأداء قيمة الفاتورة، تعرف عدد من زبائن المطعم على الفنانين الجزائريين، حيث تقدم الجميع إليهما قصد التقاط صور للذكرى، قبل أن يدخل عدد من الزبائن في صراع محمود من أجل سداد قيمة الفاتورة، غير أنني رفضت ذلك بشدة، حينها، أتذكر، تقدم إلي رجل يبدو من لكنته أن "وجدي"، وقال لي بالحرف: "هدو ضيافنا حنا والله ما تخلص شي حاجة"، وأقسم علي ألا أفعل ذلك. وبقدر ما شعرت بالحرج وأنا من دعاهما لهذا العشاء، بقدر ما شعرت بالفخر والاعتزاز الكبير، وأنا أعاين نموذجا حيا لـ"تامغرابيت" الحرة، والتي لا شك أنها تركت ذكرى جميلة جدا لدى "مرزاق" و"زينو" تعكس كرم وجود المغاربة، ومن دون شك سيحكونها لأصدقائهم وذويهم بالجزائر. 

خلاصة هذه القصة التي قررت أن اتقاسمها معكم،  أن تبون ومن معه من حكام العسكر في الجزائر، مهما فعلوا ومهما حاولوا أن يعبثوا بعقول إخواننا في الجزائر، و يزرعوا فيها من سموم أفكارهم، فلن يفلحوا أبدا، لأن "خيرنا فيهم سابق"، منذ القدم، ولأنه لازال في الجزائر رجال ونساء تحفظ ذاكرتهم أحداثا ومواقف لا يمكن محوها بسهولة، مهما حاول إعلامهم المطبل أن يزرع الفتن بين الشعبين الشقيقين، ما ظهر منها وما بطن، وهي رسالة أبعثها إلى كل عاقل في البلدين، أختمها بقوله صلى الله عليه وسلم: "الخير في أمتي إلى أن تقوم الساعة".. 

 

 

مجموع المشاهدات: 13604 |  مشاركة في:

الإشتراك في تعليقات نظام RSS عدد التعليقات (1 تعليق)

1 | عبدو المكناسي
الكرم
المغربي حتى ولو كان عندو غير الخبز واتاي اعرض عليك وما بالك نمن لديهم من خيرات الله .... الله انزل الرحمة في قلوب حكام المرادية واعتارفو بجميل المغرب .... ولكن كيما نقولوا في مثلنا "انا بالضغمة لفمو هو بالعصا لعيني "
مقبول مرفوض
10
2021/11/29 - 12:37
المجموع: 1 | عرض: 1 - 1

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

من شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات

مقالات ساخنة